أقلام حرة

سري القدوة يكتب: الأردن وتكاتف الجهود ودعم الحقوق الفلسطينية 

رسالة الأردن ومواقف الملك عبد الله الثاني تجاه دعم الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني عبرت عن قوة وحضارة الأردن وإيمانها العميق بدعم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات من خلال تجسيد العلاقات المصيرية المشتركة بين الشعبين الأردني والفلسطيني كون أن همهم واحد وهو التخلص من الاحتلال للأرض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

تشكل مواقف جلاله الملك عبد الله الثاني وما تشهده المنطقة من تحركات واجتماعات على مستوى القادة العرب وحرصه على إدامة التنسيق مع الأشقاء العرب لدعم الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة أهمية كبيرة خاصة في ظل تصاعد عدوان حكومة التطرف الإسرائيلية واستهداف القدس والمقدسات الإسلامية لتشكل حدثا مهما من حيث دلالاته وتوقيته في ظل تصاعد الأحداث بالمنطقة وما يترتب على ذلك من التزامات تجاه تفعيل وإيجاد أفق سياسي للعودة للعملية السياسية المجمدة منذ سنوات وخاصة في ظل العدوان الإسرائيلي ضد القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وكون الأردن هو صاحب الوصايا الهاشمية على القدس بوضعها التاريخي.

وفي هذا المجال لا يسعنا إلا وان نثمن تلك الجهود الكبيرة التي تبذلها الأردن وخاصة ما يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى وقبة الصخرة ودعم الحقوق الفلسطينية من خلال مساندته للشعب الفلسطيني وتأكيده على أهمية قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

في تصاعد ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما شهدته القضية الفلسطينية من وفي ظل مواصلة العدوان الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني وما يشهده العالم من متغيرات سياسية وانعكاسها على القضية الفلسطينية وأهمية قيام المجتمع الدولي بإطلاق عملية السلام ودعم قيام الدولة الفلسطينية في إطار القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة والسعي الدءوب إلى إنهاء الاحتلال ووقف ممارسات الاستيطان وسياسة التهويد القائمة في القدس التي تستهدف تهويد المسجد الأقصى المبارك وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية خاصة في القدس والتي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة وخاصة في ظل استمرار التوتر الأمر الذي يتطلب تدخل المجتمع الدولي بكافة مؤسساته لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفقا للالتزامات بموجب القانون الدولي.

لا يمكن استمرار الصمت أمام كل هذه المواقف الضبابية والتي لا تحمل أي آفاق سياسية واضحة للمستقبل كون أن غياب الأفق السياسي وتداعيات أصبح يؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي وتصعيد إجراءات الاحتلال الغير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الشعب العربي الفلسطيني متمسك بحقوقه الوطنية الثابتة في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل الأرض المحتلة العام 1967 ويرفض وبشكل مطلق وواضح لأي تواجد إسرائيلي مدني أو عسكري على أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 ويتبلور الإجماع العربي في عدم القبول بأي خطة أو صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وكذلك عدم القبول بأي صفقة لا تخدم تحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط ولا تلبي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

بات من المهم قيام المجتمع الدولي التحرك لتوقير الحماية للشعب الفلسطيني وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

سري القدوة

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى