مقالات

د. وصفي أبو زيد يكتب: الإبادة الجماعية وتسليم السلاح!

تحت ضغط الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني، تعاونه أمريكا واللوبي الصهيوني في العالم، قد يرى البعض أن على المقاومة تسليم سلاحها؛ استبقاء لما تبقى من المهج والأوراح والممتلكات، وإيقافا لهذه المجازر الجماعية التي لم تسبق في تاريخ فسلطين!

والواقع أن هذه لحظة حرجة جدًّا، لدرجة أنه يمكن أن يذهب هذا المذهب بعضُ المخلصين من المؤيدين للقضية والداعمين للمقاومة؛ فضلا عن الخونة والعملاء والمتآمرين.

وفي هذه اللحظة الفارقة تبلغ القلوب الحناجر، وتتمحص الصفوف، ويُجري الله تعالى الأحداث وفق مراده وإرادته؛ فيتساقط الكثيرون، وينكشف وجه الجميع، ويتجلى الحق وأهله صافيًا صادقًا؛ دون أن يختلط به شيء يفسده أو يخرجه عن حقيقته، فيبقى كالماء الطاهر في نفسه المطهر لغيره، وعندئذ يتنزل نصر الله تعالى على هذه الفئة الصادقة الخالصة المُخلَصة، وينزل عقابُه الأليم وعذابه الشديد على القوم الكافرين.

هذا ما تعلمناه من القرآن، وهذا ما قرأناه في التاريخ، وهذا ما استقر في وجداننا وفكرنا من سنن الله تعالى في الأنفس والآفاق، وهذا ما سنراه يقينًا، ليس تأليًا على الله، ولكن استشرافا في ضوء السنن الربانية، وفي ذلك عبرةٌ لأولي الأبصار.

د. وصفي أبو زيد

أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، ورئيس مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى