سيد فرج يكتب: وزير خارجية مصر في تركيا هل من جديد؟
في ظل الأحداث والتغيرات الحالية، في المنطقة العربية، والتوقف المؤقت للعدوان الإسرائيلي على غزة، واستمراره على الضفة، وانتهاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وتنصيب الشرع رئيساً للدولة السورية، وتولي ترامب رئاسة أمريكا، وسلوكه المتغطرس، والابتزازي، ودعمه اللامحدود لإسرائيل، ولقاءه بنتنياهو، وما يمكن أن يسفر عنه من سيناريوهات، تكون زيارة وزير الخارجية المصري، لتركيا اليوم الثلاثاء، هامة، وذات دلالات عديدة، خاصة أنها تتواكب مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لتركيا.
أهمية الزيارة
وتكمن أهمية الزيارة، في أن وزير الخارجية، لن يكتفي بلقاء نظيره التركي، بل سيلتقي بالرئيس التركي كذلك، وتتجلى أهميتها أيضاً، في عدد الملفات التي سوف يتم تناولها بالنقاش والبحث، بهدف تنسيق المواقف، وتلقي الدعم السياسي المتبادل فيها، كالملفات المتعلقة بغزة والضفة، وصفقة التبادل، ووقف العدوان، والضغوط الأمريكية، لتهجير أهل غزة، والملف السوري، وملف غاز المتوسط، إضافة لتطوير العلاقات المصرية التركية.
كما تظهر أهمية زيارة وزير الخارجية المصري لتركيا، لأنها تتواكب مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لتركيا، حيث من المتوقع أن يحدث لقاء مباشر، أو تشاور غير مباشر، برعايةٍ تركية، بين الرئيس السوري والوزير المصري، لبحث العلاقات المصرية السورية، والملفات ذات الاهتمام المشترك بين مصر وسوريا، ولا أستبعد التنسيق للقيام بزيارات متبادلة لمسؤولين على مستوى رفيع بين البلدين.
أما دلالات هذه الزيارة،
فهي عديدة، وترقى لمستوى الرسائل الموجهة، للكيان الصهيوني، وحليفته أمريكا، في هذا الظرف الإقليمي شديد الحساسية، لعدد من الأطراف، فمن هذه الدلائل، أن المرحلة القادمة سوف تشهد تنسيقاً بين مصر وتركيا في ملفات عديدة، مما يقوي موقف كل منهما، في مواجهة العدوان والأطماع الإسرائيلية، والضغوط الأمريكية على الدولتين، كما يدل على أن تركيا سوف تلعب دوراً مهماً، في إذابة الجليد، وإزالة العقبات، بين السلطة السورية الجديدة والسلطة المصرية، كما يدل على أن هناك وعياً كبيراً، وإدراكاً واضحاً، لدى دوائر الحكم العربية والإسلامية في المنطقة، بأنّ تنازعها وتقاطعها لا يصب في صالحها، وأن إسرائيل والأمريكان يستفيدون من الانقسامات في المنطقة، بقدر يمكنهما من الضغط على الدول العربية والإسلامية في المنطقة، مما يضعف دور هذه الدول، ويخدم الكيان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من العدوان على غزة والضفة.
وخلاصة القول:
أن هذه الزيارة هامة، وفي وقت حرج، وتصب في صالح الدول الثلاثة، مصر، وتركيا، وسوريا، وأنها تعبر عن وعي لدى مؤسسات الحكم في هذه الدول، ولعلها بداية تعاون عربي إسلامي في المنطقة، لتنسيق المواقف، بما يخدم شعوب المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تحرير أرضه ومقدساته.