سيف الدولة : 10أوراق تملكها مصر لإفشال مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين
استنكر الدكتور محمد سيف الدولة الأكاديمي المصري الخبير في شئون الصراع العربي الإسرائيلي اللهجة المخففة فى بيانات رفض التهجير الصادرة من وزارات الخارجية الاردنية والمصرية.
ومضي في تصريحات له لجريدة الأمة الإليكترونية ” صحيح انها أعلنت رفضها للتهجير ولكن مع تجنب الإشارة صراحة الى تصريحات ترامب ومع تجنب توجيه خطاب شديد اللهجة له، رغم ان ما قاله فيه تهديد شديد الخطورة للأمن القومى للدولتين، ناهيك على ما فيه من تصفية للقضية الفلسطينية وتصفية للشعب الفلسطيني نفسه
ومضي سيف الدولة للقول خسئ هذا الترامب الذى يتعامل مع العرب والعالم وكأنه هو ربهم الأعلى؛ أعطى القدس لإسرائيل ووهب لها الجولان المحتل ويدعو الى توسيع إسرائيل ومنحها مزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية وأخيرا اصدر فرمانه المجنون العنصري بإخلاء فلسطين من الفلسطينيين وترحيلهم الى مصر والأردن.
وأردف اننا امام ظاهرة شديدة الخطورة، رجل مجنون وجاهل وشديد النرجسية والعنصرية امسكوه مقاليد أقوى دولة استعمارية فى العالم، وأكثر دولة تدعم الاحتلال الصهيوني لأراضينا.
واستدرك قائلا :المقلق فى الأمر أن ما يطرحه يتحقق فى ارض الواقع مهما كانت درجة شذوذه وغرابته، فعندما تكلم فى عهدته الأولى عن صفقة القرن، تصورنا جميعا انه هراء، وإذا بنا نرى هرولة الإمارات والبحرين والمغرب للتطبيع مع إسرائيل بدون ان تقدم أي تنازلات للفلسطينيين فى اختراق للموقف العربي الرسمي المتفق عليه في مبادرة السلام العربية عام ٢٠٠٢، فى تحقيق لرؤية نتنياهو بالسلام والتطبيع بدون فلسطين.
الخنوع لأمريكا
وعاد للقول :وبالتالي فان مكمن خطورة ما يدلى به من تصريحات فى انها غالبا ما تتحقق ولا يرجع ذلك الى قوة خارقة وقدرات ذاتية خاصة لترامب أو حتى للولايات المتحد، بقدر ما يرجع إلى هشاشة النظام العربى الرسمى الذى لا يجرؤ احد فيه ان يغضب ترامب ويقول له لا، بسبب نجاح الامريكان في أحكام قبضتهم وهيمنتهم الكاملة على الدول والأنظمة العربية على امتداد عقود طويلة.
فترامب وكما يؤكد الخبير في الصراع العربي الإسرائيلي يدرك ذلك جيدا كما يدرك الحاجة الماسة من غالبية الحكام العرب الى الاحتماء بأمريكا وبمجتمعها الدولى اذا أرادوا ان يحتفظوا بعروشهم.
وهذا ما يفسراللهجة المخففة التي ردت بها الخارجيتان المصرية والأردنية علي التصريحات المنسوبة له .
ويحدث هذا في الوقت والكلام مازال لسيف الدولة رغم ان فى أيدينا خصوصا مصر إمكانيات واوراق ضغط قوية على الامريكان نحصره في الأتي .
أوراق مصرية
1) اعادة النظر فى الترتيبات الأمنية والعسكرية المفروضة على مصر فى سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد،
2) مع المطالبة باستبدال القوات الأجنبية والأمريكية في سيناء ضمن ما يعرف بالـ MFO بقوات تابعة للأمم المتحدة.
3) ايقاف التسهيلات اللوجستية للقوات الامريكية فى قناة السويس وفى المطارات والمجال الجوى المصرى.
4) التوقف عن قبول المعونة العسكرية، و تغيير واستبدال مصادر التسليح المصرى. وكذلك المعونة الاقتصادية ببرامجها الثلاثة: برنامج الاستيراد السلعى الأمريكى وبرنامج المشروعات الانمائية وبرنامج التحويلات النقدية.
5) الامتناع عن اى تدريبات عسكرية مشتركة، وعن ارسال اى بعثات عسكرية للتدريب فى امريكا.
6) الانسحاب من اى محاور او تحالفات إقليمية او دولية أسسها الامريكان.
7) إعادة تشكيل سياستها وعلاقتها وتحالفاتها الخارجية والإقليمية على اساس مناهض للنفوذ الامريكى .
8) إيقاف التعاون معهم فيما يسمى بمكافحة الإرهاب وكذلك التعاون الأمني والمعلوماتي والمخابراتى، والتوقف عن استقبال وفودهم التى لا تنتهى من رجال الكونجرس ووزارة الدفاع وممثلى الإدارة الأمريكية .
9) التضييق على مؤسساتهم المالية والاقتصادية والدبلوماسية والتعليمية فى مصر كالبنوك والشركات وموظفى السفارة وغرفة التجارة الامريكية ومجلس الاعمال المصرى الامريكى والجامعة الامريكية..الخ.
وكذلك الغاء اتفاقية الكويز والتراجع عن اى اجراءات تشجيعية لاستثماراتهم وكلائهم وشركاتهم التى تبلغ ما يقرب من 1200 شركة فى مصر، مع التركيز على الشركات الكبرى العاملة فى مجالات البترول والخدمات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، مع إطلاق يد حركات المقاطعة الشعبية للمنتجات الامريكية،
10) وأخيرا وليس آخرا، فانه اذا كانت المؤسسات الرسمية للدول العربية لا قبل لها بتحدى الولايات المتحدة حاليا نظرا لما أصابها من وهن وضعف وتبعية على امتداد ما عقود طويلة، فان فى يدها ورقة ضغط شديدة القوة والتأثير والفاعلية، وهى اطلاق سراح القوى الوطنية والشعبية المناهضة للأمريكان ولإسرائيل، وفتح كل الأبواب المغلقة امامها للرفض والاعتراض والتعبير والتظاهر.
وخلص للقول سيف في النهاية :مصر وحدها ان تردع الرئيس الأمريكي وتقدم بطريقتها واساليبها الردود المناسبة على كل شطحاته وتتصدى وتواجه أي محاولة للضغط لإخضاع الإرادة المصرية