الأمة/ بعد سقوط بشار الأسد ونظامه في سوريا، ستكون هناك تحديات كبيرة أمام الحكومة المستقبلية في سوريا، تتعلق بالعديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يمكن تصور عدة سيناريوهات للحكومة المقبلة، لكن نجاح أي منها يعتمد على موازين القوى الداخلية والخارجية، وكذلك على التعاون الدولي:
*حكومة بقيادة قوى المعارضة أو الفصائل المسلحة : هذه القوي التي جلبت النصر وان كانت تترك تسيير الاعمال للحكومة الحالية،ولكن ستكون هذه المرحلة مليئة بالتحديات مثل إعادة الإعمار، ضمان الأمن، ووجود تدخلات خارجية قد تعقد المشهد السياسي.
* الانتقال إلى حكومة مدنية : في هذا السيناريو، يمكن أن تشكل حكومة مؤقتة تضم جميع الأطراف السياسية، بما في ذلك المعارضة والمجتمع المدني. وقد تتبع هذه الحكومة عملية انتخابات حرة لتحديد القيادة المستقبلية للبلاد. لكن هذا يتطلب وجود توافق بين القوى الداخلية، وهو أمر صعب نظرًا لتنوع المجموعات السياسية والمذهبية في البلاد.
*حكومة انتقالية تحت إشراف دولي: بعد انهيار كامل للنظام،قد تكون هناك حاجة لتشكيل حكومة انتقالية بإشراف دولي من خلال الأمم المتحدة أو أطراف أخرى، وذلك لتأمين استقرار البلاد وضمان إجراء انتخابات حرة وشفافة.ولكن يعيب هذا الخيار هو أن يجعل البلاد عرضة لضياع مكاسب الثورة وفرض واقع يتحكم فيه اللاعبون الدوليون والنظام الدولي وهو قد يؤدي الي فرض فكرة التقسيم والفيدرالية.
بالنظر إلى الوضع العسكري والقبلي في بعض مناطق سوريا، قد يطرح البعض خيار تقسيم البلاد إلى مناطق ذات حكم ذاتي أو فيدرالي، وهو ما قد يعزز استقلالية بعض المناطق، لكنه قد يسبب أيضًا مشاكل في الوحدة الوطنية.
*التحديات الأساسية وتشمل:
– إعادة بناء الدولة السورية وتوحيدها.
– مصير أتباع بشار الأسد، إذ من غير الواضح كيف ستتم محاكمتهم أو معالجتهم سياسيًا.
– التحديات الاقتصادية الهائلة التي ستواجه الحكومة الجديدة نتيجة لتدمير البنية التحتية والحروب الطويلة.
– استمرار التدخلات الأجنبية من دول مثل إيران وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، مما سيؤثر على تشكيل الحكومة المقبلة.
من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الوضع بعد سقوط بشار الأسد، لكنه سيكون محكومًا بالقدرة على تحقيق التوافق السياسي داخل سوريا ومع القوى الدولية الفاعلة.