صدور كتاب (العمق المذهبي في الأدب العربي القديم) لـ صالح كناعنة
صدر حديثا للباحث والشاعر الفلسطيني الكبير “صالح أحمد كناعنة”؛ كتاب (العمق المذهبي في الأدب العربي القديم).. والكتاب يقع في 254 صفحة من الحجم الكبير.. يغوص المؤلف في بحور الأدب العربي القديم من الجاهلية إلى العصر العباسي والأندلسي…
ويعنى بدراسة الأدب دراسة عصرية تقوم على المذهبية الحديثة… بعيدا عن الغرضية المحدودة والمحصورة في المدح والهجاء والرثاء .. وغيرها… بل يعنى بروح الكاتب، ونمط تفكيره وفلسفته الحياتية وتجلياتها في شعره وأدبه، وقد جاء في مقدمة الكتاب ما يشير إلى منهج الباحث في بحثه هذا، وخاصة في الفقرات التالية:
“لطالما آمنت أن النقد والدراسة الأدبية لا تستقيم ولا ترقى إلا بتعانق البعد العلمي والنظري؛ مع الأفق الذوقي والحسي والفكري، وصولًا إلى الهدف التثقيفي والتوجيهي، أو التصحيحي –إذا صح التعبير”
كذلك أومن بقوة أن جمود المعاينة النقديّة للنص عند حدود إبراز جماليات اللغة، وإتقان الصياغة والتعبير، والتغني بالصور التعبيريّة المؤسّسة على التشكيل البياني من أنواع البلاغة والبديع والتراكيب اللغوية… يُقَصِّر عن غايات النقد الأدبي ومراقيه… ويعجز عن الرقي والنهوض بالأدب عامة ومراميه وأهدافه… فالهدف ينبغي أن يمتد إلى كشف الأفق التنويري والفكري والإيحائي… المتولد عن عمق وقوة التعانق الفكري والحسّي والذوقي والإبداعي في النص.
والأمر العجيب الغريب الذي ظلّ يستثيرني طوال مسيرة عِشقي للأدب عامة، وقديمه خاصة: لماذا ظلّ الدّراسون يصرّون على حصر الأدب العربي القديم في خانة الغرضيّة (أغراض الشّعر العربي)، حاصرين جُلّ اهتماماتهم وجهودهم في حدود “مدح، ووصف، وهجاء، وحكمة”… وتلك أمور لا يحتاج القارئ العادي إلى من ينبِّهه إليها، فكل قارئ لشعر أبي تمام مثلًا؛ لا شك أنه يقدر على التّمييز بين قصيدة جاءت في معرض المدح، وأخرى جاءت بهدف الرِّثاء… وبين التعابير والمصطلحات والمعاني المستخدمة لغرض المدح، وتلك التي يستخدمها الشّعراء في حال الرّثاء، أو الهجاء…
ولكن الذي لا يتمكّن كل قارئ الوقوف عليه، أو التّوفيق إليه، والإحاطة به… ما فوق ذلك، وما أبعد من ذلك كلّه، وذلك ما رمز إليه الجاحظ بتعبير (كثرة الماء)؛ وهو يقصد: كثرة الخصوبة، وقوة الحياة المتمثّلة بكثرة إحياء الصّور التّعبيرية المبتكرة، وإثراء الشّعر بالأخيلة والأفكار المولدة الجديدة، وبعث الرّوح بالكلمات والتّعابير والتّصاوير… ما يشير إلى صحّة الطّبع، والمقدرة على خلق الصّور والأفكار الجديدة، والآفاق الواسعة من المنطق والخيال التّصويري والتّعبيري، والتّعامل مع الحروف والكلمات والعبارات… على أنّها كائنات حيّة، نابضة نامية ومتطوّرة… ولست مجرد رموز وألفاظ تؤدي معنى حرفيًّا محدّدًا.
من هذا المنطلق رأيتُ أن أُقْدِمَ على هذا العمل المتواضع؛ في محاولة لبعث روح جديدة في دراسة الأدب العربي القديم، بحيث ترتكز أساسًا في البحث عن روح الكاتب والشّاعر، عن قدرته على خلق الصّور والتوحُّد معها، عن قدرته على خلق إطار وجوٍّ من التّميُّز الشّخصي من خلال نُصوصه، بحيث يستشعر القارئ روح وحس ووعي الشّاعر والأديب من خلال شعره وأدبه، بغض النّظر عن الموضوع أو المعنى العام والمجرّد، فالموضوع والغرض والمعنى ليست بحاجة إلى دارس أو ناقد ليدل القارئ عليه، وكما بين الجاحظ، إنّما البحث عن روح الشّاعر وشاعريّته وإحساسه وخياله وقدرته على إبداع وخلق الجديد المبتكر من الصّور والأخيلة والآفاق… ذلك ما يحتاج إلى دراسة وشرح وتحليل وبيان.
وجاءت هذه الدّراسة المتواضعة، والتي لا أدعي أنني وصلت؛ أو قد أصل بها ومن خلالها إلى قمّة جديدة، أو كشف جديد في عالم الدّراسة والنّقد الأدبي، وإنّما جلّ ما أطمح إليه: أن أكون قد وُفِّقت إلى فتح باب جديد لدراسة الأدب القديم وبشكل عصري، ووفق الرّوح المذهبيّة، دراسة تستجلي روح الكاتب، وآفاق حسّه وفكره ومنطقه ووعيه… ولا تقف عند حدود اللّفظ والمعنى الحرفي، والغرض السّطحي المجرّد، بل المكشوف والسّاذج.
باختصار: إنّها مجرّد محاولة، أسأل الله أن يكتب لها التّوفيق.
السيرة الذاتية للكاتب
– صالح أحمد كناعنة.. شاعر وأديب ومربٍ… مواليد مدينة عرابة البطوف – قضاء عكا
– تخرج عام 1982م، في كلية التربية بـ حيفا، بتخصص تربية خاصة.
– عملَ مدرّسًا ثم مرشدًا تربويا، ثم مديرًا لمركز العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، لمدة ثلاث سنوات..
– باحث ماجستير في الأدب العربي بجامعة بار إيلان
– مديرًا متطوّعا للمركز الثقافي الجماهيري في مدينتي عرابة البطوف لمدة سنتين
– مدرسا للغة العربية في مدراس بلدة “عرابة البطوف”… مدة 35 عاما
– محررا للزاوية الأدبية في صحيفة صوت الحق والحرية (1993- 2016)
– شارك في العديد من الندوات والأيام الدراسية في مجال التربية، واللغة والأدب..
– شارك في تأليف وإصدار العديد من النشرات المشتركة حول الأدب واللغة والثقافة العامة..
– نشرت قصائده ومقالاته النقدية في العديد من المجلات المحلية والعالمية.. والمنتديات الأدبية.. وترجم بعضها إلى لغات أخرى منها الإنجليزية.
صدر له حتى الآن:
1- أحلى نداء – شعر- 1985
2- الصرخة – مسرحية – 1987
3- سبع عجاف – شعر – 1991
4- رموز فجر المرحلة – شعر– 1998
5- مدارات الروح – شعر – 2001
6- الخماسين – شعر- 2003
7- مدن المواجع : خواطر شعرية 2010
8- العمق الفكري والفلسفي في أدب معين حاطوم… دراسة، ط1- 2011- ط2- 2014
9- مرثاة لتضاريس السّلالة؛ شعر، 2014
10- فلسفة معين حاطوم الحسّيّة في السمفُسرديّة _دراسة نقدية تحليلية- آذار-2015
11- اليوم قمحٌ.. غذًا أغنية، شعر..كانون ثاني – 2016 / (طبعة ثانية- دار السكرية- القاهرة 2018-) وطبعة مترجمة للانجليزية لنفس الديوان
12- ما جئت إلا كي أغني، شعر.. 2017
13- المذهبية في الأدب العربي القديم، دراسة 2018 (دار السكرية – القاهرة)
14- وتريات الوجع الأليف . شعر 1918 ، (دار السكرية – القاهرة)
15- دلالة العقم والإخصاء في الدب الفلسطيني، بحث أدبي- 2019 (سهيل عيساوي للنشر)
16- وميض الفكر والحكمة: خواطر وأفكار، 2020 (سهيل عيساوي للنشر)
17- رواية النكبة – فلسطين 48- 2020 (سهيل عيساوي للنشر)
18- ألوان العالم المأزوم – مجموعة قصصية- 2021(دار الهدى- زحالقة)
19- صهيل الأرواح العطشى – نثريات –2022 (دار سهيل عيساوي لنشر)
20- ليل وأسطورة – شعر، 2022، (دار سهيل عيساوي لنشر)
21- الدنيا حكاية- حكايات ونوادر تراثية شعبية، (من التراث الشفاهي) 2022، (دار سهيل عيساوي لنشر)
22- العمق المذهبي في الأدب العربي القديم، 2023، (دار سهيل عيساوي، فلسطين)
في مجال أدب الأطفال:
1- مغامرات النحلة سالي.. (قصة) 2017
2- افهموني.. (شعر للأطفال) 2018
3- المدلل .. (قصة) 2019
4- الصياد الطيب والسمكة الملكة.. (قصة) 2019
5- مذكرات غزالة (قصة) 2021