صفوت بركات يكتب: المسعر هو الله
قبل سبعة أعوام، وتحديدًا يوم 24 أكتوبر 2016 كتبت تحت هذا العنوان «السوق» قلت فيه السوق
فاضح لا مفضوح..
ويعري ولا يتعرى..
وصادق ليس بكذوب..
وحش كاسر له أنياب ….
السوق هو ملتقى تدافع غرائز الناس وشهواتهم وضروراتهم الحياتية وحتى رحلتهم للآخرة واول منازلها القبور وهو ميدان تدافع كل شيء على هذه الدنيا فيه ويغلب ولا يغلب.
إن الله هو المسعر
قال تعالى: {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ…}
ليس بالضرورة أن يظل العدو الأول للنظم السياسية الحاكمة للدول دائما الاحزاب المعارضة والطامعون في السلطة فلكل زمن أعدائه واليوم السوق أشد أعداء النظم السياسية على الأقل في الشرق ومصر من قلبه فالأسواق لها أنياب وكأنها وحش كاسر لا عقل له يقبل للتفاهم ولا حتى أنصاف الحلول ولا ثلاثة أرباع الحلول والعبث بالسوق أكبر مهدد للنظم السياسية وصحيح ممكن تدخل النظم السياسية بتعديل آلياته وتشريعاته الحاكمة ولكن كل هذا يتوقف على قوة النظام في تسويق تلك الآليات ومدى قبول المجتمع لها لأن أي رفض لها حقيقي ولو استسلم الناس للظاهري سيخترقون تلك الآليات ومن آثار ذلك أن العالم به اقتصاد موازى شرعي وغير شرعي يفوق عشرة أضعاف السوق الرسمي إن كان السوق الرسمي يعوض ضعفه بقوة القانون والقابلية المجتمعية والتي تتناقص بسبب العبث به وبآلياته.
إلا أن السوق الموازي كلما أختل السوق الرسمي والشرعي للاقتصاد تدخل السوق الموازي باختراق كل حلقات السوق الرسمي على كافة المستويات بدء من أخلاق القائمين عليه إلى التشريعات التي تنظمه حتى تفسده فإذا فسد سقطت الدول بلا ثورات ولا معارضة سياسية لأنه عجز عن الوفاء باحتياجات الناس وضروراتهم..
ومن فضائحه لدعاية أن مصر خرج بها كنوز من الذهب والغاز والبترول
مصر تطرح أكبر مناقصة في العالم لشراء الغاز المسال.. بواقع 96 شحنة للتسليم خلال 2017 – 2018… ولكن بشرط تمديد فترة السداد إلى 180 يوما بعد تاريخ التسليم.