صفوت بركات يكتب: جيش «إسرائيل».. والمقامرة الفاشلة والخاسرة
قبل نحو 10 سنوات، وتحديدًا في شهر يوليو 2014 كتبت تحت هذا العنوان «المقامرة الفاشلة والخاسرة» النص التالي:
جيش «إسرائيل» في مهب الريح، والخسارة ليست إسرائيلية فقط، ولا تقف عندها، بل للكفلاء ومجموعة الداعمين محليا ودوليا فلقد مثل الجيش الإسرائيلي دور كلب المنطقة والحارس للمصالح والعروش.
على مدار ما يناهز سبعين عامًا يبني قطعان الصهاينة من اليهود سمعة جيشهم والتي ارتكبت في سبيلها أكثر من مائة مجزرة ومذبحة في فلسطين والجوار العربي لها ما عدا الكفيل والذى تعهد ووقع وأقر بوجودها والوثائق تشهد ولا يستطيع انكارها أحد مقابل حماية العروش ومناطق استخراج البترول وممرات مواصلاته والتأمين عليها بحسب أنها كلها شراكة معتمدة في الأرباح، وفى نفس الوقت تستعرض تطور جيشها وكفاءته كل فترة، لاستبقاء المنطقة خاضعة له، وتلبى ما يمليه عليها وتبتز المنطقة في كل شيء، حتى مناهج تعليمها، وتفرض عليهم تفسيرها هي لدينهم،
وبعد حرب غزة، والتي أصابه فيها خسائر لم يتعود عليها، ولم تكن في حسبانه، هل يمضى ويحاول استرداد شرفه وهيبته، التي مكنته من حكم الشرق الأوسط بمن فيه، وحلب كل ثرواته بوسائل شتى، وهو يهدد ويزبد ويرعد؛ أنه الجيش الذى لا يقهر، ويهدد إيران، ليل نهار، لكى يطمئن كفلائه أنه معهم وأنه جيشهم الأمين، فهل سيصدقونه ويبقون على دعمهم له، أم عليهم إعادة التفكير والتأمل ودعم المقاومة، وهى الكفيلة بحمايتهم وبناء مشاريع ببلدانهم على نفس العقيدة والنسق وأقل تكلفة مما يدفعونها جزية له.
مما لا شك فيه أن إسرائيل قد لا تتراجع في حربها على غزة في المنظور القريب بسبب حجم ونوعية الخسائر التي لحقت بها والتي تمس هيبة الجيش ووضعت تلك الاسطورة في مهب الريح وسيصبح الجيش الذي كان يعمل بجوار دوره في حماية إسرائيل بأدوار وظيفية للكفلاء مقابل التمويل عبر شراكات في الغرب وعبر وسيط ثالث ورابع عن طريق الشراكات في بنوك غربية ولو بالإيداع كسندات.
فهل أوغلت حماس فوق المطلوب من إيلام هذا الجيش فتسببت في سعاره أكثر ما هو ودفعته إلى المقامرة وقد تخسر حماس في النهاية.. أم أن حماس ظهرها للحائط وتقاتل حتى الرمق الأخير والخسائر والهزائم والانتصار لم يعد على أجندتها في اللحظة الراهنة.
وبينما توعد السيسى أعداء الخليج بمسافة السكة وعرض خدماته مقابل دعم مادي مما جعل إسرائيل تدخل مناورة حية تستعرض فيها قوتها لتقول للخليج، إن جيشكم الأمين تدفع إسرائيل سمعتها وتفقد العطاء بسبب حماس وضراوة مقاتليها وحجم الخسائر التي كبدتها له.
وتساءلت يومها: فهل يدخل السيسى مناورة حية بليبيا قريبا ليستعرض قدراته أم تفشل في الاستحواذ على الثقة وتضع واشنطن شروط تدخلها بعدما تركت المنطقة لأربعة أعوام دون تتدخل وتتابع لإفشال الكل ثم تشترط ما تشاء بسبب ضعف الكل ووضعهم أمام أنفسهم وأوزانهم الحقيقية.
وختمت مقالي بالقول: اليوم تلوح فرصة عظيمة وللحظة فارقة أن تقول السعودية والإمارات والكويت لن ندعم جيش عاجز عن حماية نفسه، فضلا عن أن يقدم نفسه كحارس للعروش الملكية، وجندي السنة الخفي ضد خطر الشيعة، ويبدو أننا بصدد أكاذيب، فلا إسرائيل ولا إيران تساوى كلب أسود، ويكفي أن تأتي له بقسامي وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ينصرف.