صفوت بركات يكتب: سر النزاع السني الأشعري
للعامي والغير متخصص في علم الكلام سر النزاع السني الأشعري..
بسبب ما وقع فيه اليهود والنصارى في حقّ الله وأسمائه وصفاته، كان الخلاف بين الفرق الإسلامية وقع في التنزيه، أيهم أبلغ تنزيها؟
فمنهم مَن حَمَلَه المبالغة بالتَزيُّد، ومنهم من خَشِيَ مِن حَمْل الألفاظ على ظاهرها، فيقع في التشبيه فذهب للتعطيل والإنكار.
وكانت طائفة أهل الحديث أَوْسطُهم وأَلْزمُهم للحَقّ في الله وأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
ومهما كان خلاف كلّ المسلمين، فهم ليسوا كاليهود الذين وَصَفُوا اللهَ بالبُخل والفَقر، ولا النصارى مَن ادَّعوا لله وَلَدًا، سبحانه وتعالى عما يقولون عُلُوًّا كبيرا.
ولهذا كان تَرَحُّم كِبار علماء كل الفِرَق على بعضهم، بخلاف لَعْن فِرَق اليهود والنصارى لبعضهم البعض.
،،،،
ولما كانت سُنَّةُ التَدافُع سُنّةً كونيةً شرعيّةً لا يمكن لأحد تعطيلها، فكان لِزامًا من تَدافُع الفرق الإسلامية فيما بينها، في مجال الأسماء والصفات، الذي هو مناط الفحول من العلماء، لا العامّة ولا حتى طلّاب العلم، والذي هو مَطْمَع السلاطين ومَن سلبوا معايشهم وقهروا المصلحين منهم، لأنهم عطلوا سنة التدافع بينهم وبين أعدائهم، لأنه لابد من تدافع، فإن لم يقع مع العدو وقع بين فرق الأمة ومزقوها تمزيقا.