في جلسة عند الطبيب للعلاج، والحمد لله، سألني سؤالًا عن سوريا هل ما جرى فتح عسكري بهذه السهولة وفى زمن قياسي أم كان باتفاقية بين الكبار في العالم،
فكان جوابي له:
لا يهم التفاصيل، وهو حصل، ولو كانت ثمرته إخراج الناس من غياهب السجون وفقط لما سميته غير الفتح ويستحق السجود لله،
ونسميه فتح لأن أول اولويات الفتح؛ أن تكون طريقته تمكن من فتح القلوب وإزالة الحجب عنها لتعرف الله وأهله من العباد في الارض ولهذا الفتح يضبط القوة ويجعلها قوة رحمة لا قوة عذاب كما الدول القومية فنحمد الله ونشكره على ما حصل،
ثانيا لو كان باتفاق فهذا نصر أعظم ورشد كانت الأمة فقيرة إليه إذ الرشد أن تسلك كل سبيل يحول بينك وبين سفك الدماء والهدم والتخريب
وهذا أعظم من الفتح العسكري لأن العالم كله لابد وأن يعلم أن المسلمين لهم سبيلهم الخاص بهم في الفتح
والذي يخالف صور الحروب العسكرية الهمجية والبربرية التي ورثها العالم من التتار والمغول والغرب.
ولنفي الصور الذهنية التي استقرت في العالم على صورة نمطية للحروب إذا كانت أطرافها إسلامية وقوتها ظاهرة ويدها عليا..
إنها ليست يد باطشة متعطشة للدم والثأر والانتقام ولأن المسلمون فتحهم رحمة وحياة لا موت ولا خراب ولا تدمير،
فلم تعرف البشرية في التاريخ خلال حروبها أحرص الناس على الدماء من الفاتحين ولم تعرف الحضارة اشد الأمم اسرافا في الدم في الحروب كالغرب والصهاينة،
ولهذا التخويف من الفتح تخويف شيطاني ناتج عن القياس الفاسد
جهل الدِّيار التي تم فتحها صلحا
الأغلبيّة اليوم تجهل الدِّيار التي تم فتحَها صلحًا؛ ولهذا فالأغلبيّة تُشَكّك في كلّ سبيلٍ تعصَم فيه الدِّماء، وتحفَظ فيه الأموال والأعراض.
فَهُم لا يرون للفتح سبيلاً غير الحرب، وهو ما ساهم في التّخلّي عن تعلُّم ميادينَ شتّى من ميادين العلم ممّا صَدَّر صورة بائسة عن الفتح الإسلاميّ للدِّيار،
وجنِّدت الأغلبيّة للعدوان على الإسلام والمسلمين، وتشويه الدَّعوة، وشكَّك الكثير من أبناء المسلمين في تاريخ أسلافهم،
وترك شبهاتٍ متعدّدة تعجز الأجيال الحاليّة والمستقبليّة في التّوافق معها.
وهذا الغرض الخبيث تقوم عليه كياناتٌ كبرى وميزانيّاتٌ مهولة؛ وعلى الكافّة مواجهته بتدريس صور الفتح سبُله وأدواته من جديد.