بينما يتواصل القصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، الذي نزح منه السكان الفلسطينيون عدة مرات خلال الحرب الدامية، يبدو أن إسرائيل تطبق خلف الكواليس ما تعرف بـ”خطة الجنرالات”.
فيديو نشره الصحفي الإسرائيلي وعضو الكنيست السابق ينون ماجال على X في 10 ديسمبر يظهر عمليات هدم في جباليا
فرغم النفي، أظهرت صور الأقمار الصناعية، فضلا عن بعض الفيديوهات لجنود إسرائيليين على مواقع التواصل، أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات هدم وتفجير واسعة في المناطق السكنية شمال القطاع، وفق ما أفادت “واشنطن بوست”.
فبالتزامن مع دعوات السكان إلى ترك منازلهم، عمدت القوات الإسرائيلية إلى هدم أحياء بأكملها، وإنشاء تحصينات عسكرية، وبناء طرق جديدة، حسب ما أظهرت صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
هدم وتجريف
إذ هدمت نحو نصف مخيم جباليا بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، ما أدى إلى ربط طريق موجود مسبقًا في الغرب بمسار موسع للمركبات في الشرق، وإنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل.
في حين أوضح محللون أن إنشاء هذا الممر، وإخلاء الأراضي على جانبيه، وبناء نقاط محمية، يشبه إلى حد بعيد ما نفذه الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم وسط غزة.
إذ قطعت القوات الإسرائيلية قطاع غزة نصفين (شمالي وجنوبي) عبر ممر نتساريم الواقع في منطقة قليلة السكان وذات طابع زراعي، أما توسيع العمليات الإسرائيلية في الشمال فتركز في أحياء حضرية مكتظة، ما أدى فعليًا إلى تدمير المنطقة.
من شمال غزة
من شمال غزة
“منطقة عازلة”
وفيما لم يقدم الجيش تفسيرًا علنيًا لعمليات الإخلاء الواسعة والتدمير والتحصين في الشمال، أشار المحللون إلى أن المحور الجديد قد يفصل الشمال الأقصى عن مدينة غزة، ما يسمح لإسرائيل بإنشاء منطقة عازلة.
إلى ذلك، أظهرت أحدث بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، أنه تم تدمير ثلث المباني في شمال غزة منذ بداية الحرب حتى الأول من ديسمبر الحالي، ضمنها أكثر من خمسة آلاف مبنى في جباليا، وأكثر من ثلاثة آلاف في بيت لاهيا، وما يفوق الألفين في بيت حانون.
كما أظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا وقع بين 6 سبتمبر و1 ديسمبر، بينما استمرت عمليات الهدم والتهجير في الأسابيع التي تلت ذلك.
وقد أظهرت صورة أقمار صناعية التُقطت في 15 ديسمبر الحالي دمارًا واسع النطاق في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت منازل وأسواق ومحال إلى ركام وأكوام من الخرسانة والغبار.
فيما أجبرت القوات الإسرائيلية 5,500 شخص كانوا يحتمون في مدارس ببيت لاهيا على الفرار جنوبًا إلى مدينة غزة في 4 ديسمبر، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وكانت القوات الإسرائيلية أعلنت في الخامس من أكتوبر الماضي (2024)، أنها “شنت هجومًا جويًا وبريًا جديدا في المناطق الشمالية من غزة – جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون – لطرد مسلحي حماس الذين أعادوا تنظيم صفوفهم”، وفق زعمها.
يذكر أن أكثر من 100 ألف فلسطيني هجروا من المناطق المتضررة خلال الأسابيع الـ11 الماضية، بحسب الأمم المتحدة.
بينما تفاقم الحصار، وشح دخول الشاحنات الغذائية والمساعدات، فيما اتهمت إسرائيل من قبل العديد من المنظمات الإغاثية باستعمال سلاح التجويع.