صنفان تقوم عليهما نظرية المؤامرة، أحدهما ضحية مفعول به أسير في يدٍ تمسك بقيادة وعيه، وتختزل مصدر التلقي الوحيد لديه!، والثاني متآمرٌ على ضحاياه، مستخِفٌ بعقولهم، بارعٌ في اخراج العفريت -المؤامرة- من قمقمه! ليحقق السيطرة على أتباعه، ووسيلته كذلك هي في حرصه على تزكية الاضمحلال في مستويات الفهم لضحاياه إلى أقصى درجات التحقير لعقولهم وبطريقة مذهلة!، ولا اعتبار هنا لمستويات التعليم الجامعي والأكاديمي للتابعين المُغيبين ممن سمحوا لأولئك المسخ! بأن يتلاعبوا بعقولهم إلى درجة من السخافة التي يستحيل حدوثها مع من أتاه الله الفَهْم وسلامة الفطرة ولو كان أمْيّاً لا يقرأ ولا يكتب!
أتكلم هنا عن دعاة المدخلية والجامية -المتأمرون- في عالمنا العربي والإسلامي، وألْحِقُ بهم التابعين لهم المُتيّمن بالفرَضيات السخيفة والمهينة للعقل البشري الذي كرّم اللهُ به بني آدم، فهبطوا إلى الدرْك الأسفل من احترام الذات حينما سلّموا قيادهم إلى أولئك المتلاعبين بعقولهم المُنفِّذين لتوجيهات من يقف خلفهم من أجهزة استخبارات عربية كانت أو أجنبية!
عملية اغتيال إسماعيل هنية نموذجا!!
مقدمة قبل الحديث عن هنية لابد منها
ومن نمازج السخف في مستويات التفكير تركيز رؤوس المدخلية وأذنابهم ومن على شاكلتهم من متسلفي الخليج وأتباعهم في بقية الأقطار العربية،، على الغمز واللمز في خيارات المقاومة بالتعاون مع الشيعة الروافض «إيران» أو الاستفادة من التقنيات والخبرات والمساعدات اللوجستية التي تمكّنهم من مواجهة العدو الصهيوني، وبعيداً عن جواز الشراكة مع الشيعة وأجدني في حاجة لسردهاّ!،، فكما جاء عن شيخ الإسلام بن تيمية في مؤلفه الموسوعي «منهاج السنة» قائلاً: «والشيعة الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فهم خلق مسلمون ظاهراً وباطناً ليسوا منافقين -بخلاف أئمتهم!- لكنهم كعوامٍ جهلوا وضلوا واتبعوا أهوائهم نشهد لهم بالإسلام»، وقوله أيضا، رحمه الله، بخيرية أهل البدع من الشيعة الروافض ممن شُهد لعمومهم بالإسلام في مقابل الكفار والمشركين، فقال: كل من آمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم -وان حكم عليهم بالابتداع- فهو خير من كل من كفر به -كاليهود والنصارى وكالهندوس والبوذية-، فكُفْر هؤلاء معلوم من الدين بالضرورة! وحَكَم أيضا رحمه الله ببطلان القول بتفضيل اليهود والنصارى على الشيعة الروافض ومن شابههم مجموع الفتاوى انتهى..
وعن الشيخ بن باز، رحمه الله، قوله: بأن أشد الناس عداوة وكفراً هم اليهود إشارة لقول الله تعالى {لتجدنّ أشدَ النّاس عداوةَ اليهود واللذين أشركوا} الآية، وما ذاك -والكلام لابن باز نقلا عن ابن كثير-: إلا لأن كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهتة للحق ولهذا قتلوا الأنبياء حتى هموّا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير مرة وسمموه وسحروه وألَّبُوا عليه أشباههم من مشركي العرب، لعنة الله عليهم انتهى،
فكيف يقال بعد ذلك من بعض الحمقى ومن يرددون كلامهم بأن اليهود أفضل من الشيعة الرافضة بل تطرف أحدهم وبالغ في قبحه قائلاً بأفضلية اليهود على حماس!، ولقد تكلم الإمام بن كثير في البداية والنهاية عن الروافض فقال عن فتوحات المعز الفاطمي العبيدي الرافضي: وفيها فتح المعز الفاطمي حصن طبرمين من بلاد المغرب -وكان من أحصْن بلاد الفرنجّ- افتتحه قسراً بعد محاصرة سبعة أشهرٍ ونصف شهر، ثم لجأ الفرنجُ إلى أحد الجُزر واستنجد أهلها بالمعز فسيّر إليهم جيشاً وانتصروا على الفرنجة ثم ختم جملته قائلا: ولله الحمد والمنة! انتهى، فهل جهل الإمام بن كثير أن ذلك الفاطمي الرافضي أسوء من نصارى الفرنج؟!
بعد استعراضي لجواز الشراكة مع الشيعة الإمامة أقول: أنه لو توفرت الإرادة الحقيقية لنصرة المقاومة، ولو قدمت المساعدات اللوجستية من أسلحة وزخائر مكدسة في مخازن الجيوش العربية السنية! -دون اشتراكها في المعارك- لما احتاجت المقاومة إلى مساعدة الروافض في شيء!
سوء أدب الإعلام العربي في الحديث عن استشهاد السيد “إسماعيل هنية”!
هذا ما حدث في تغطية بعض القنوات العربية في اللسان، العبرية في الجنان! من خلال البرامج والتحليلات التي يقدمها بعض المتصهينين العرب من صحفيين وإعلاميين، ومن الإشارة إلى الرجل بطريقة وقحة وتحميله المسئولية عن سوء الأوضاع الأخيرة المصاحبة لطوفان الأقصى وفي عدم احترام حكمة محمود عباس ودبلوماسيته القائمة على الانبطاح للصهاينة والبكاء في جنازات زعماء إسرائيل!، وهؤلاء في كفة ودعاة المدخلية في كفة أخرى! ممن يتحدثون بتقعر مستفز، ويبثون كراهية لا حدود ولا مبرر لها تجاه المجاهدين والمقاومين، وانطلقت ألسنتهم في الحديث عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس في أحضان الشيعة لاحظ كلمة أحضان!،، وقد فضح الله سريرة بعضهم في الحديث عن “نتانياهو” اليهودي الكتابي الذي تحل ذبيحته وهم يقارنون بينه وبين زعماء إيران بل وقادة المقاومة الفلسطينية الأبية،
فأي هراء هذا؟!
وأي عقول هذه التي ابتلينا بها؟!
ومن سمح لهؤلاء باعتلاء المنابر وإعطائهم المحطات الفضائية؟!
ومن ساعدهم على التنقل بين المدن والولايات بل وبين الأقطار العربية؟!
لا يحدث دون مباركة من أولي الأمر!