الأمة الثقافية

“طَرْقٌ على جِدار الخزّان”.. شعر: د. عماد نصّار القيسي

بِحُبِّ الحياةِ وحُبِّ البِلادِ

افتتحنا القصيدة والبَسملهْ

بفوّهةِ القلمِ الدمويِّ

نخطُّ على الصفحةِ المُنزلهْ

ونحن بلادُ الربيعِ الخريفِ

نُخطِّطُ ضدَّ دمِ المرحلهْ

ضلالتُنا قتلُنا بعضَنا

هِدايتُنا التّيهُ في البوصلهْ

وشُهرتُنا فيضُ إنتاجِنا

دِماءً أصالتُها موغلهْ

مشبّعةً بالحنينِ الثقيلِ

بخفّةِ أرواحنا مُثقَلهْ

دِمانا لنا عُملةٌ صعبةٌ

ومُعضِلةٌ ضخمةٌ مُهمَلهْ

يبيعوننا موتَنا؛ نشتريهِ

وندفعُ بالعُملةِ المُعضلهْ

****

وأنتَ شهيدٌ، فماذا الجديدُ؟

ونحنُ شجاعتُنا أخيِلهْ

يقولونَ نصرٌ وينتصرونَ

وتنهضُ أمثلةٌ مُرسَلَهْ

يقولون موتٌ فننهضُ نحنُ

ونذكر أبناءَنا أمثلهْ

كجدّي الشهيدِ، أبو سبعةٍ

قضوْا، أنجبوا مئةً مُعجَلَهْ

فكان الشهيدَ أبا الشُّهداءِ

وفي كلّ بيتٍ لنا سُنبُلهْ

وفي كلِّ يومٍ نكونُ الجوابَ

إذا فكّرَ الموتُ في أسئلهْ

****

أغسّانُ لم تدْرِ ما أحدثوا

بمدرسةِ الثورةِ المَجهَلهْ

رأيتَ بداياتِها عِزّةً

وتُحسَدُ أن لم ترَ التكملهْ

إذا أشكلَ الموتُ أو الانتصارُ

فإنّ بثورتنا المشكلهْ

****

وفي “الحازميّة” هونًا مشيتَ

وكفّاكَ في الوطنِ السِّلسِلَهْ

وَقورًا وفي صدرِكَ الزَّلزَلهْ

جميلاً وتمشي إلى الجُلجُلهْ

وفي النَّفَسِ الواثقِ المطمئنِّ

جيشانِ بينهما مَقتَلَهْ

وليس بصدرِكَ قلبُ يدقُّ

ولكن إذا بحثوا قنبلهْ

وما مِن أبٍ ليُدافِعَ عنكَ

وأمُّكَ أمّتُكَ الأرملهْ

****

وبِتَّ سماءً على جُرحِنا

وبِتنا على صمتِنا “حنظلهْ”

و”غولدا مائير” بسيجارةٍ

تأمَّلُ في اللوحةِ المُذهِلهْ

عماليقُ في صمتهم غارقونَ

وما اسطاعَ أشرفُهم مَلمَلهْ

مَفاعيلُ نحنُ لدى فاعِلٍ

فَعولٍ وفي يدهِ المِفعَلَهْ!

وفي كل بيتِ له مُخبِرٌ

يُراقِبُ أُنمُلَةً أُنمُلَهْ

فلا بُدّ من فجر يومٍ لنا

فنشهَدَ مقصلةً مقصَلهْ

سنطرقُ جُدرانَ خزّانِنا

لننجو من دَمِنا المهزلهْ

وما للقويِّ سوى مثلِهِ

فهذي الطريقُ هي الموصِلَهْ

—————————-

استشهد غسّان كنفاني في 8 يوليو – تموز من عام 1972 في عملية اغتيال دبّرها جهاز الموساد الإسرائيلي بتفجير سيارته في منطقة الحازمية في بيروت، واعترف الكيان الصهيوني بذلك بعد سنوات من عملية الاغتيال.

* “لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان” هو عنوان قصة مهمّة رفيعة المستوى للشهيد غسان كنفاني (رجال في الشمس)، يُنصح بقراءَتِها لمن لم يقرأها بعد ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى