عبد الرحمن جمال يكتب: كتب عشت فيها وشخصيات أعجبت بها
كانت بعض الكتب بمنزلة الروح للجسم، وبمنزلة الماء للسمك، أرى الاستظلال بظلالها الوارفة حياة لروحي وفكري، أتحمس بقراءتها وتشتعل جذوة الإيمان في وجودي، ومن تلك الكتب ما يلي: إلى الإسلام من جديد، ماذا خسر العالم…، إذا هبت ريح الإيمان، الطريق إلى المدينة، في مسيرة الحياة، السيرة النبوية، محاضرات في الفكر والدعوة، كلها للإمام الندوي. ومن غير هذه الكتب: ذكريات علي الطنطاوي، قصص من التاريخ للطنطاوي، رجال من التاريخ له أيضا. فقه السيرة للبوطي، دراسات إسلامية لسيد قطب، واقعنا المعاصر لمحمد قطب، السيرة النبوية للصلابي، كتب الغزو الفكري لحبنكة، النظرات للمنفلوطي والمنهج الحركي للسيرة النبوية لمنير غضبان، ديوان الإمام الشافعي، لا تحزن لعائض القرني، المسلمون بين التحدي والمواجهة للدكتور بكارة وغيرها من الكتب يصعب سردها في هذه العجالة.
أما الشخصية التي عشت فيها ولم أكن أرى عنها بديلا شخصية الإمام أبي الحسن الندوي، فهي الشخصية التي عشتها وعشقتها وأحببتها من سويداء قلبي. وقد ذكرت في الحلقات السابقة لماذا أحببتها ولماذا آثرتها.
أما الشخصيات الموجودة في جامعة الرشيد، فكل الأساتذة الذين انتهلت من منهلهم العلمي كانوا في الحقيقة بمنزلة الشمعة التي تضيء الطريق، والبوصلة التي ترشدني نحو غايتي وتقربني إلى هدفي، وهم كالحلقات المتسلسلة التي لا يعرف أولاها من أخراها، ولكل وردة ريحها الخاصة بها، وكل أستاذ في الحقيقة يؤثر بنوع ما في شخصية الإنسان شاء أم أبى، إما في الفكر أو في التربية أو في الأدب أو في العلم أو في الحركات والسكنات وغيرها، وكان أساتذة جامعة الرشيد وردات متنوعة الألوان والروائح، كل وردة رائعة جدا، وانتفعت بحمد الله بكل منهم في قليل أو كثير. وأحمد الله أن حبي للأساتذة دائما كان على أساس الأخذ والاستفادة لا مجرد علاقة روتينية ولا على أساس التملق ونيل المكانة الخاصة كما هو شأن كثير من الطلاب.
ومن الشخصيات التي أعجبت بها كثيرا في جامعة الرشيد، _ على سبيل المثال لا الحصر _ المفتي عبد الرحيم في الفكر والعمق والإخلاص والتقوى، والشيخ محمد قاسم في التقوى والمحافظة على الوقت، وإرهاف الحس والنظم والقانون، وتعلمت من المفتي أبي لبابة النشاط والعمل والجدية والصراحة والصرامة والعمق والشجاعة، ومن الشيخ نعيم أحمد الفكر الثاقب والعمل الدؤوب وسعة الصدر والحيوية والنشاط، ومن المفتي حبيب الله الفقه والدراية، ومن المفتي إحسان الله شاهق الفقه والجدية وحسن الخلق، ومن الشيخ إحسان الحق تبسم، الأدب والحديث والتحقيق العلمي والتنور الفكري ومن المفتي سعيد أحمد البلوشي، سعة الأفق والذوق السليم، ومن المفتي سعيد الله، الصرامة والجدية، ومن المفتي طارق مسعود، الطرافة وقوة الدليل. وهكذا…
عبد الرحمن جمال