أقلام حرة

عبد الرزاق الزرزور يكتب: المقاومة الشعبية في إيران جذوة لا تنطفئ

إيران البلد المُلتهب منذ قرابة قرن من الزمان نتيجة للسياسات المتعسفة المتوالية عليها ليست كغيرها نظرا لما تمر به من تراكم مرعب لانتهاكات حقوق الإنسان وعمليات القتل الحكومي خارج إطار القانون وهم ما لا يمكن تسميته أو وضعه في إطار أحكام الإعدام التي تتطلب في حال تطبيقها شأنها شأن الأحكام الأخرى إلى أدلة ثبوتية قاطعة وتحقيقات شفافة نزيهة بعيدا عن سياسة التعذيب والإكراه ووضع المتهم موضع الخصومة في التحقيق وأمام القضاء الذي من واجبه أن يميل إلى تبرئة الإنسان أكثر من إدانته ولا يعجل بإطلاق الأحكام فيحرم المتهم من حق البراءة وفي ذلك حماية للحق والعدل في الوقت ذاته إلا أن ما يجري في إيران على العكس من ذلك تماماً، وهذا ما يجعل المواطن في إيران من الناحية الحقوقية في حالة من العدم في كافة نواحي الحياة فمن يتم إهمال حقه في الوجود الكريم يتم إهمال كافة حقوقه الأخرى، الأمر الذي يجعل من نضال الشعب الإيراني ومقاومته نضالا مشروعا على الدوام.

كانت المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي ذات الكاريزما العالية والعزم الذي لا يلين في مواجهتها ضد نظام الملالي ولا تزال قوة بارزة ومستمرة في السعي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران، ولعب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دورا محوريا في تنظيم وتعبئة حركة المعارضة الوطنية الإيرانية.

عُرِف نظام الملالي تحت قيادة آية الله خميني بسياساته القمعية وانتهاكاته الواسعة لحقوق الإنسان وتجاهله للمبادئ الديمقراطية، وردا على هذا النظام القمعي ووجوده غير المشروع برزت المقاومة الإيرانية كجبهة قوية وموحدة تدعو إلى إيران حرة وديمقراطية تحت قيادة السيدة مريم رجوي، وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في طليعة حركة وحراك المعارضة الوطنية الإيرانية.

ألهمت السيدة رجوي المعروفة بالتزامها الثابت بقيم الحرية والديمقراطية ملايين الإيرانيين للانتفاض ضد النظام بطريقة غير عنيفة ومنظمة، ولقد عملت بلا كلل لتوحيد مختلف جماعات المعارضة وبلورة وتعزيز رؤية رشيدة من أجل إيران ديمقراطية وعلمانية، وقد اعتمد المجلس الوطني للمقاومة نهجا متعدد الأوجه لتحدي نظام الملالي، وقد شمل هذا النهج جهوداً سياسيةً ودبلوماسيةً واجتماعية.

ومن الناحية السياسية سعى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمته المحورية منظم مجاهدي خلق إلى إقامة حكومة ديمقراطية تمثل إرادة الشعب وقدمت السيدة رجوي خطة شاملة لمستقبل إيران تجلت هذه الخطة في برنامج المواد العشرة التي تؤكد على مبادئ حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والحرية الدينية وغيرها من القيم التي لاقت تأييداً وترحيباً دوليين،

ومن الناحية الدبلوماسية انخرط المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بنشاط مع الحكومات والمنظمات الدولية لحشد الدعم لحركة المقاومة الإيرانية ونضال الشعب الإيراني وثورته الجارية، وقد قامت السيدة رجوي في هذا الإطار بجولة في العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا لرفع مستوى الوعي حول الوضع المزري في إيران والعمل على خلق تغيير دولي في المواقف السياسية الدولية بشأن عدم شرعية النظام وضرورة إسقاطه، وعلى الصعيد الاجتماعي كان للمجلس الوطني دور فعال في تنظيم المظاهرات الجماهيرية والإضرابات والاحتجاجات ضد النظام،

وقد عملت هذه الجهود الشعبية على تحفيز الشعب الإيراني وتضخيم أصواته في نضاله من أجل الحرية والعدالة، وعلى الرغم من حملة القمع الوحشية التي يشنها النظام ضد المعارضة ظلت المقاومة الإيرانية مرنة ومصممة في سعيها لتحقيق إيران ديمقراطية..

وباختصار كانت المقاومة الإيرانية ضد نظام الملالي بقيادة السيدة مريم رجوي مدافعة لا تعرف الكلل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية في إيران، وقد حشد نهجهم متعدد الأوجه وقد نال دعم دوليا واسعاً وتمكن بنجاح من حشد طاقات الشعب الإيراني في كفاحهم ضد النظام القمعي، ومن أجل رؤية إيران حرة وديمقراطية تواصل المقاومة الإيرانية السعي من أجل مستقبل أفضل لبلدها.

لقد باءت جهود النظام في إيران بإقناع العالم بإنهاء الأعمال والمظاهرات المناوئة لنهجه الإرهابي بالفشل ذلك لأن الواقع العملي يشهد باستمرار الانتفاضة رغم أعمال القمع والترهيب والقتل التي يمارسها النظام ضد الشعب الأعزل ولابد أن يكون النصر حليفاً لهذه الجهود المباركة.

المحامي عبد الرزاق الزرزور.

محام وناشط حقوقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights