أخاطب قائد هيئة تحرير الشام أبا محمد الجولاني وأذكره بالله العظيم الذي بيده الأمر كله والقادر على أن ينزع منه الإمارة ويجرده من الحول والقوة..
وأذكره بقوله تعالى:(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفي كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون).
فأطالبه شخصيا بإطلاق سراح معتقلي الرأي وجميع المظلومين وفي مقدمتهم: أبو شعيب المصري وأبو يحيى الجزائري والشريف أبو عبد الهادي وشهم العلوان وغيرهم كثير..فهؤلاء لم يقترفوا جرما ولا جناية..
يا أبا محمد.. إن أمهات وزوجات وبنات المشايخ المعتقلين يخرجن كل يوم يطالبن بإطلاق سراحهم وقد شاهدت ذلك بلا ريب..
فتذكر الموقف العظيم يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق في يوم مقداره خمسمائة سنة..
أخرج مسلم عن المِقْدَاد بن الأسود:
سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يَقُولُ:
تدْنو الشَّمْسُ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيل.. فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهمْ في العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يَكون إِلى حِقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إِلجامًا”.
وتذكر أيها الأمير.. يوم العطش الأكبر يوم يمد حوض النبي صلى الله عليه وسلم ويطرد عنه أقوام فلا أكن أنا وأنت منهم.. ففي صحيح البخاري عن ابن عباس في حديث مطول وفيه:
“وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ..” الحديث.
يا أبا محمد.. إن إطلاق سراح هؤلاء وأمثالهم فيه مصلحة للهيئة أولا وللأهالي ثانيا وللمسلمين ثالثا فهو يخفف الاحتقان والكراهية في المحرر.
أما يكفي أن الفصائل منذ نشأتها وحتى اليوم عجزت وضعفت عن تحرير أسرانا وأسيراتنا من سجون وزنازين شبيحة بشار خلال ١٣ سنة..
لذلك أصدر بشار الجزار قرارا بإعدام الآلاف في كل عام في سجن صيدنايا وغيره لأنه أدرك أن الفصائل والمفاوضين عاجزون عن تخليص أسراهم وأسيراتهم أو مبادلتهم!!
وكم اغتصب شبيحة بشار وحزب اللات من حرة سنية طاهرة في غياهب السجون؟!
اللهم ارحم من قتل منهم أو مات تحت التعذيب وفرج عن الأحياء منهم يا قوي يا عزيز
اللهم إليك نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس.