مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الثبات على الدين

روى ابن ماجه في «سننه» عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الحَور بعد الكَور».

الثبات على التدين والالتزام والسنة ودعوة الناس للتوحيد ونشر فقه السنة المحمدية الصحيحة ليس تشددا وليس نافلة من القول بل دلالة انتماء حقيقي لهذا الدين العظيم.

الثبات على مقاومة التغريب والليبرالية المهلكة والتصوف المنحرف والتشيع الصفوي السبئي وبغاة التكفير للمسلمين وغربان الإرجاء الساعين نحو مسخ عقيدة الأمة الإسلامية ليس نافلة من القول بل دلالة صدق انتماء حقيقي لهذا الدين العظيم.

الثبات على منهجية لزوم علماء السنة والسلفية الحريصين على لزوم جماعة المسلمين كل المسلمين أمة الإسلام الجامعة الشاملة بين ثناياها تنوعات عرقية ولغوية ومذهبية فقهية أمر ليس نافلة من القول بل دلالة على صدق الانتماء الحقيقي لهذا الدين العظيم.

الثبات على لزوم منهجية الوعي التاريخي الشامل الذي يدفعنا نحو الحذر من علل الهلاك وأخطرها الخطر السبئي اليهودي الذي جمع بين طياته كل الفتن والشرور ومنه المؤسسات الخمينية ومشتقاتها ليس نافلة من القول بل دلالة انتماء حقيقي لهذا الدين العظيم.

الثبات على وسطية الفهم والتقييم للواقع والتدرج الموافق للسنن الربانية ليس هدرا للزمن وليس تمييعا للثوابت وليس هروبا من المواجهة مع الباطل كما يزعم البعض من أصحاب صفرية المعركة داخل كيانات الأمة العربية والإسلامية المتعددة التي يصعب دمجها في كيان محدث وكذلك يصعب منع تنوعها ومن الفشل اشعال التآكل بعد عجز التكامل الذي هو مطلب شرعي وتاريخي وواقعي ومواكب لتحديات المستقبل.

الثبات على الدين يقوم على التصور الشامل لأصل الانتماء وهو الاسلام والسنة النبوية والأمة وفرع الولاء المنظم لحركة المجموع الجزئي المكون للمجموع الكلي للأمة العربية والإسلامية وهذا الذي يجب أن يفهمه دعاة الإسلام في الواقع المعاصر حتى يستطيعوا إدارة الواقع المتنوع للوصول لأصل الانتماء الجامع فلا معارك استهلاكية ولا هدر لصحيح السنة المحمدية لا عصبية على رؤية عالم لها ما يوازيها من علماء الأمة الإسلامية المعاصرين أو السابقين.

الثبات على الدين ليس معناه اشعال الصراع الذاتي بين مكونات الأمة العربية والإسلامية لمجرد خلاف التنوع في متغيرات الواقع المعاصر خاصة في مستجدات التصورات السياسية المتغيرة لمجرد أنها رؤية حزب أو جماعة أو شيخ له خلفية فكرية محددة.

الثبات على الدين هو لزوم منهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في العقيدة والعبادة والفهم والسلوك.

الثبات على الدين يكمل بمعايشة المواجهة الفعلية مع أصحاب الجحيم بصفة عامة بالطريقة الشرعية التي حددها الاسلام وفهمها العلماء الراسخين حملة السنة والسلفية الرشيدة التي تؤسس لوعي الانتماء بعيدا عن هوس الطائفية والمذهبية المختلة التي تمهد الطريق لطوفان الذاتية المفرق للأمة الإسلامية.

الثبات على الدين يقوم على لزوم الجهاد الشرعي للتغريب والعلمانية والليبرالية والتصوف والقبورية والارجاء العقدي والمدارس الصهيونية التي ترفع شعار الحداثة والمسخ للعقول والمفاهيم.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights