أقلام حرة

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الدعوة السنية بين البغي والتلفيق

البغي العلماني والدجل الباطني والتلفيق والتدليس الدعوي هم ثلاثي البلاء للعقل الجمعي لعموم الأمة العربية والإسلامية

ومهمة الغرباء المصلحين صعبة جدا لكنها ليست مستحيلة لأنهم يعيشون وسط بغي الخصوم وتدليس وتلفيق الموهومين بأنهم أولياء لكن يبقى الامل في فضل الله رب العالمين سبحانه.

الامة تتألم مرة من كيد الخصوم وألف مرة من تلفيق الموهومين بأنهم أولياء لأن الخصم العلماني أو الباطني هذا شأنه وهذا واقعه وهذا هدفه أو وسيلته فلا غرابة أو تعجب من خصومته أو مكره.

اما تلفيق العاملين في حقل الدعوة بصفة عامة والسنية بصفة خاصة يعتبر أمر كارثي لأنه يقوم بتشويه المنهج الرباني الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

يجب أن تدرك الأمة والجماهير العربية والإسلامية أن المنهج الدعوي ليس منهج توافقي بين المعاصرين لعلاج بعض مشاكل الواقع المتغير نتيجة ضغط الخصوم أو هوس الأولياء بل منهج تعبدي ناتج عن فهم موروث الأمة المعصومة في زمن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين الذين نجحوا في التحول بالإسلام من الجزيرة العربية إلى أطراف المشرق الإسلامي والمغرب الإسلامي وجسدوا خلافة راشدة كانت أو اموية صالحة مصلحة دفعت الشرور اليقينية والظنية ومن ثم استسلمت حضارة فارس والروم تحت سيوف الوضوح الدعوي الوسطي المدرك لحقيقة الخيرية وطبيعة التنوع الاجتماعي والعرقي داخل بنيان الأمة العربية والإسلامية فلم تستهلك الأمة نفسها في صراعات ذاتية ولن تتجاهل المهمة التاريخية العالمية خارج المحيط العالمي فكان الوضوح الدعوي ظاهرا في عقل المواطن السني العربي السني  البلوشي والسني  الكردي والسني  التركي والسني الأمازيغي والسني الافريقي والسني الأفغاني والسني البشتوني والهندي فلم تشتعل الذاتية والانا بل ذابت في كهف المنهج الجامع للأمة وسلمت من كوارث التلفيق التي عصفت بالأمة الان في تيه الجماعة والحزب والمسجد الذي تحول لمكان تحقيق طموح المسؤول المهيمن الذي من حقه السماح لزيد ومنع عمرو وهذا ليس نتاج منهجية بل نتاج أوهام شخصية عصفت بشمولية الولاء وجعلته حصريا في إرهاصات البراء الوظيفي نتيجة خلل القراءة للتاريخ وانحراف فهم الواقع ومن ثم عشوائية المرور نحو المستقبل.

إن حراسة العقل الجمعي من دجل الخصوم ومن هوس التلفيق الدعوي مهمة واحدة بل تتعدد زواياها وتنقسم إلى مراحل وتعتبر غاية ربانية موازية لربانية الأمة الإسلامية وخيريتها ووسطيتها الرشيدة فتستثمر جهود الأفراد لبناء وعي التجمعات البشرية من الأسرة إلى الأمة مرورا بالدولة.

إن حتمية التكامل قضية مفصلية في حياة الأمة إذا أرادت مواجهة التحديات العالمية فأصحاب الجحيم على تنوعهم يستثمرون مرة في عوامل قوتهم وألف مرة في علل هزيمتنا وخوار عزيمتنا.

يجب أن تفهم الأجيال المسلمة على تنوعهم العرقي والمذهبي أنهم بين خيارين أن يتعايشوا مع خلاف تنوعهم أو يهلكوا على مقاصل خصومهم المجرمين فلن تكون الأمة على رؤية واحدة في المتغيرات المتجددة فليس من الدين ولا من العقل تضييق الواسع الذي تركه النص الشرعي لتدافع العقول حول محددات الفهم وقراءة التاريخ والواقع والمستقبل رحمة وليس سببا للنزاع والهلاك .

أوقفوا النزاع حول نقير الهوى وقطمير الرؤية تسلم لكم الأمة الإسلامية الخيرية بمنهجها الرباني وتطبيقه البشري.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights