مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: شباب الأمة ومستقبل الأمن الفكري

يقاس مستقبل الأمة بطبيعة البناء الفكري الحاكم لواقع عقول الشباب عامة والأطفال خاصة.

إن البناء العقدي والفكري والنفسي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي والاقتصادي ما لم يمر بالاهتمام التطبيقي في واقع الأطفال والشباب تصبح النتيجة غموض شامل عن حقيقة المستقبل القريب والبعيد للأمة العربية والإسلامية بشكل عام ومستقبل مصر الأمة بشكل خاص.

الاهتمام بالبناء العقدي للأطفال والشباب مهمة صفرية وفارقة في حياة وواقع ومستقبل الأجيال المعاصرة

يجب أن يدرك عموم أبناء الأمة العربية والإسلامية أن مستقبل الأمة مرهون بواقع البناء العلمي والفكري والعقدي والأخلاقي لأطفال الأمة لذا وجب علينا طرح عده سؤالات:

هل محاولة شرعنة ومأسسة أدوات تضييع وقت الأطفال والأجيال المعاصرة عامة والشباب خاصة يحقق الهدف المنشود من أطفال المسلمين في المستقبل القريب والبعيد؟

هل العشوائية في العلاقات المجتمعية تؤسس لبيئة صالحة لقبول منهج الهداية أو البراء من حيل الهلاك والضياع؟

هل الغش في المؤسسات التعليمية وتحويله إلى حق مكتسب يصلح لبناء عقلية راسخة مؤهله للإصلاح والتغيير الشامل؟

هل تجاهل الشباب للأندية الفكرية والرياض الثقافية والحوارات العلمية نتيجة السقوط في تيه الفراغ ومحارق الزمن يحقق الهدف المنشود من مهمة الاستخلاف في الأرض؟

من المسؤول عن تمدد فاشية الجهل العقدي بعقيدة أهل السنة والجماعة ومن ثم نشهد حالة من الضلال العقدي والفكري في حياة عموم الطرق القبورية المهلكة؟

من المسؤول عن زيادة الفجوة بين المأمول والممكن في واقع الأجيال المعاصرة حتى ضرب الاكتئاب النفسي كثير من الشباب المسلم عامة والعربي منهم خاص؟

كيف نسترد عقول الشباب لربطهم بحقيقة الربانية العقدية والأخلاقية والتاريخية والاقتصادية للأمة العربية؟

متى تفهم الأجيال المعاصرة أن شباب الأمة إن لم تجعل منهم مشاريع لإدارة مستقبل الأمة فقد وضعناهم في مرمى مشاريع الهلاك الشامل لأمتنا العربية والإسلامية؟

لمصلحة من الاستسلام أمام حيل إفساد الشباب في الشوارع والافراح والأندية الرياضية عن طريق حصر النشاط في لعبة كرة القدم فقط فلا مكتبة للقراءة ولو وجدت لا توجد فاعلية حضارية لها؟

من المستفيد ولمصلحة من ترك عقول الأجيال المعاصرة والشباب كلأ مباح أمام امواج التيه والتغريب والتقليد الأعمى حتى وصلنا إلى حالة من الخلل العقلي والفكري والأخلاقي ما يندى له الجبين؟

هل من المعقول أو من الطبيعي انتكاسة القيم الأخلاقية في واقع الشباب حتى جفت المروءة في السلوكيات العامة وضاع الحجاب في مجتمع النساء حتى أصبح مجرد زي لتحقيق الزينة الشكلية البعيدة عن حقيقة التدين والالتزام؟

هل من العقل أن تستسلم الأجيال المعاصرة من الدعاة والمفكرين حالة السلبية المفرطة في هدر الوقت وتعميم أمواج الفراغ ومحارق الهمم والعزيمة؟

متى نشاهد مهمة فعلية للدعاة والعلماء في الواقع الأخلاقي للأجيال المعاصرة؟

متى نجد اندماج فاعل بين الكيانات العلمية الساعية لضبط اخلاقيات الشباب في واقع الأجيال المعاصرة؟

لمصلحة من استسلام الدعاة والإعلاميين ورموز العملية التعليمية أمام أمواج المسخ العقلي والفكري والثقافي والأخلاقي في حياة الأجيال المعاصرة؟

ما لم تسير الأمة العربية والإسلامية في طريق منهجية البناء الفكري الشامل فقد وقعت في تيه التجريف والمسخ والاستلاب لطبيعة العقول والنفوس والمفاهيم لتصل الأمة إلى فوهة الهلاك في الواقع والحال والمستقبل والمال.

ليس أمام الأجيال المعاصرة طريق ثالث فإما الإصلاح بعيد المدى ذو المراحل المنهجية المحسوبة التي تستغل جهود الأفراد والجماعات والكيانات والدول أو تصبح حقلا لتجارب أهل الافساد من تجار الحروب المدمرة التي تحركهم العلمانية الغربية الصهيونية والصليبية لأن الغرب يفهم جيدا أن السقوط الشامل له يجمع في وعي أجيال الأمة العربية والإسلامية بحقيقة دينهم وطبيعة حراستهم للهمة والأخلاق والواقع والمستقبل من خلال فاعلية التحاكم للشريعة الإسلامية المحفوظة في الكتاب والسنة النبوية الشريفة والإجماع بفهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلماء الأمة المشهود لهم بالصلاح والإصلاح.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى