غوتيريس: الأمم المتحدة تقر حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم
الأمة : عقد انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة مؤتمرا صحفيا في حضور سامح شكري وزير خارجية مصر في مدينة العريش بمصر .. وفيما يلي ردود غوتيريس علي اسئلة الصحفيين ومندوبي وسائل الإعلام :
سؤال: لقد مرت ثلاثة أشهر منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2720 الذي ينص على تكليف سيغريد كاغ بالعمل كمنسقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار.
وحتى اليوم لا يمكنها إنجاز مهمتها. هل تعتزمون إحاطة مجلس الأمن بذلك؟ ثم ما هي رسالتك بشأن المجاعة في غزة، وماذا تقول عن الإدعاءات ضد الأونروا؟
غوتيريس: نعلم جميعا أن لدينا انقسامات جيوسياسية تجعل من الصعب جدا على مجلس الأمن الموافقة على قرارات ذات مغزى. وفي الوقت نفسه، نعلم جميعًا أن القوى العظمى على خلاف مع بعضها البعض.
وعندما تكون القوى العظمى على خلاف مع بعضها البعض، ينشأ شعور بالإفلات من العقاب، ويكون هناك عدم الإحترام للقوانين الدولية ، ونرى أنه حتى قرارات مجلس الأمن تميل إلى عدم الاحترام بها.
وبالفعل، هناك الكثير مما ينبغي عمله فيما يتعلق بالوصول غير المقيد، للمساعدات الإنسانية إلى غزة للسماح بالاحترام الكامل لقرارات مجلس الأمن.
سؤال : وماذا عن الأونروا ؟
غوتيريس : فيما يتعلق بالأونروا فنحن نعمل بجد، من أجل ضمان وجود دعم من المانحين للأونروا، التي هي العمود الفقري للمساعدات الإنسانية داخل غزة.
وفي الوقت نفسه، كنا واضحين للغاية، نجري تدقيقا من أجل الكشف عن أي اختراق قد يكون موجودا، نريد للأونروا أن تستند بالكامل إلى منظومة قيم الأمم المتحدة، ونحن نعمل بطريقة حازمة من أجل ذلك.
ولكنني أعتقد أنه من المهم القول إن الأونروا تلعب دورا حيويا، ومن المهم الإشادة بكافة موظفي الأونروا، وقد قُتل 171 موظفا من موظفي الأونروا في غزة.
وهذا يجب أن يستحق الاحترام من الجميع، وينبغي الإعتراف بالأونروا كعامل أساسي في المساعدات الإنسانية، ليس فقط في غزة، ولكن أيضا في لعب دور حيوي في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية.
إسرائيل تتهم الأمم المتحدة بمعاداتها
سؤال: اتهمت إسرائيل بالأمس الأمم المتحدة بأنكم كيان معاد لإسرائيل و يتهمون الأونروا بالعمل مع حماس كيف تنوون التعامل مع هذه الاحداث وماذا عن تقرير كولونا؟
غوتيريس : فيما يتعلق بالسؤال إلى أي مدى يؤثر هذا النوع من الإتهامات على عملنا، فإن إجابتي بسيطة جدا. لا يوجد أي تأثير على الإطلاق، نحن نؤيد المبادئ والقيم التي تجسد ميثاق الأمم المتحدة؛ المبادئ والقيم الموجودة في القانون الدولي.
وكذلك المبادئ والقيم الواردة في القانون الدولي الإنساني؛ والمبادئ والقيم التي لها علاقة بحق تقرير المصير؛ ومنها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، والحق في الوجود وقيام دولة فلسطينية.
هذه هي الأسباب التي تجعلنا نعمل. وعلى أساس هذه المبادئ، نفعل ما نقوم به،إذا شعر جهة ما أن هذا ضدها ، فهذه ليست مشكلتنا، وسنلتزم بالقيم التي أعتقد أنها القيم العالمية التي ينبغي أن نسترشد بها جميعا.
وفي الوقت نفسه، نأسف بطبيعة الحال عندما تكون هناك حالات من العرقلة، وعندما تكون هناك جميع أنواع الصعوبات.
ولكن مرة أخرى، لن يؤثر ذلك سلبا على تصميمنا على المضي قدما في دعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من المحنة أما الآن، فيما يتعلق بالأونروا، فإن أي منظمة لديها إمكانية أن تتعرض في لحظة معينة من عملية اختراق.
كنت أعيش حياتي الأولى، كسياسي في البرتغال، وقبل أن تسود فترة من الدكتاتورية، وفي ذلك الوقت، أتذكر أن الشرطة السرية للدولة كانت تتسلل إلى أحزاب المعارضة.
ومن الممكن تماما ان يحدث هذا في أي كيان، بما فيها الأونروا، وقد تكون هناك اختراقات من حماس، ونحن ندرك أن تلك الاختراقات أدت، مع درجة معينة من المصداقية إلى مشاركة بعض هذه العناصر في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر2023 لقد أدركنا ذلك، واتخذنا التدابير اللازمة.
أما تلك العناصر التي لدينا تصور موثوق به وموثوق بأنه صحيح، فقد فُصلت على الفور لقد وضعنا فريقاً من المحققين يعملون بجد للكشف عن أي مصدر محتمل آخر للتسلل.
وفي الوقت نفسه، طلبنا من كاثرين كولونا ومجموعة من معاهد بلدان الشمال الأوروبي إجراء تقييم للظروف التي تعمل فيها الأونروا.
وكيفية تعزيز قدرتها على الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة الإنسانية المتمثلة في الاستقلال والحياد والنزاهة، كما يجب على جميع الكيانات الإنسانية أن تلتزم بها.
ومن الواضح أنه لا يوجد أحد مثالي. الأونروا ليست مثالية، والأمم المتحدة ليست مثالية. أي منظمة أخرى ليست مثالية.
وسوف ننظر بجدية في التوصيات التي سيتم تقديمها، ونريد تعزيز الأونروا في قدرتها على تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني.
وفي قدرتها على أن تكون متوافقة تمامًا مع قيم الأمم المتحدة، وهو التصميم ذاته الراسخ لدى قيادة الأونروا ويمثلها هنا فيليب لازاريني.
قصف المدنيين في غزة إنتهاك للقانون الدولي
سؤال: هل الأمم المتحدة مقيدة في التعامل مع إسرائيل؟ هل حاولت الدخول إلى غزة، وتم منعك من ذلك؟
غوتيريس : من الواضح بالنسبة لي أن المبدأ الأساسي للقانون الإنساني الدولي هو حماية المدنيين. وعندما ينظر المرء إلى الطريقة التي أجريت بها العمليات العسكرية في غزة، فمن الواضح أن حماية المدنيين لم تكن محل اهتمام.
وكان هناك دائما انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، فاحتجاز الرهائن يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، ولكن من الواضح لي أن الطريقة التي أجريت بها العمليات العسكرية تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
من الواضح أيضا أن المساعدة الإنسانية والوصول الإنساني يجب أن يكونا مضمونين في جميع الأحوال، وهناك قرارات لمجلس الأمن تؤكد علي ذلك وعرقلة المساعدات الإنسانية هي أيضا انتهاك واضح للمبادئ الأساسية.
سؤال: هل حاولت الدخول إلى غزة، ومنعتك إسرائيل؟
غوتيريس: لا، لم أطلب دخول غزة لأنه قبل يومين، طلب رئيس الأونروا دخول غزة وقوبل هذا الطلب بالرفض.