قالت فرنسا اليوم الأربعاء إنها ستستضيف اجتماعا دوليا بشأن سوريا في يناير وإن رفع العقوبات ومساعدات إعادة الإعمار سيكون مشروطا بالتزامات سياسية وأمنية واضحة من جانب السلطة الانتقالية.
والتقى فريق من الدبلوماسيين الفرنسيين بمسؤول من فريق الانتقال السوري يوم الثلاثاء في دمشق ورفعوا العلم فوق السفارة الفرنسية هناك بعد 12 عاما من قطع العلاقات مع بشار الأسد في خضم الحرب الأهلية في البلاد.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية جان نويل بارو للبرلمان إن الدبلوماسيين رأوا إشارات إيجابية من السلطة الانتقالية وإن السوريين في العاصمة على الأقل يبدو أنهم يستأنفون حياتهم الطبيعية دون عوائق.
وقال بارو “لن نحكم عليهم من خلال أقوالهم بل من خلال أفعالهم وبمرور الوقت”.
وسيكون اجتماع يناير/كانون الثاني متابعة لاجتماع عقد في الأردن الأسبوع الماضي وضم تركيا ودولا عربية وغربية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان السوريون سيحضرون أو ما هو الهدف الدقيق للمؤتمر.
ورحبت الدول الغربية بسقوط الأسد لكنها تدرس ما إذا كان بإمكانها العمل مع المسلحين الذين أطاحوا به، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، وهي جماعة صنفها الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
وقال بارو إن الانتقال الشامل سيكون حيويا وأن القوى الغربية لديها العديد من الأدوات تحت تصرفها لتخفيف الوضع، ولا سيما رفع العقوبات الدولية وإعادة الإعمار وأفاد: “لكننا نجعل هذا الدعم مشروطًا بالتزامات واضحة على الصعيد السياسي والأمني”.
منذ قطع العلاقات مع الأسد في عام 2012، دعمت فرنسا معارضة منفية علمانية على نطاق واسع وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، والتي قدمت لها الدعم العسكري في الماضي.
قوات سوريا الديمقراطية هي الحليف الرئيسي في التحالف الأمريكي ضد مسلحي داعش في سوريا. ويقودها ميليشيا وحدات حماية الشعب، وهي جماعة ترى تركيا، حليفة الناتو، أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي قاتل مسلحوه الدولة التركية لمدة 40 عامًا.
ولا تزال علاقات فرنسا مع قوات سوريا الديمقراطية قائمة. وشدد بارو على أن الانتقال السياسي يحتاج إلى ضمان تمثيلهم، خاصة وأنهم كانوا في طليعة القتال ضد داعش، وكانوا يحرسون حاليًا الآلاف من المسلحين المتشددين في السجون والمخيمات.
وأوضح بارو:”نحن نعلم المخاوف الأمنية لدى أنقرة تجاه حزب العمال الكردستاني، لكننا مقتنعون بإمكانية التوصل إلى ترتيب يرضي مصالح الجميع. نحن نعمل على ذلك”.
وأضاف: “هذا الاستقرار يعني أيضًا إشراك قوات سوريا الديمقراطية في العملية السياسية السورية”، مضيفًا أن الرئيس إيمانويل ماكرون أوضح هذه النقطة في محادثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء.