أخبارتقاريرسلايدر

تبدأ من السعودية..زيارة ترامب للشرق الأوسط: استراتيجيات جديدة وتحديات متجددة

يستهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال جولته القادمة في الشرق الأوسط، سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي تحمل توقيعه الخاص، بدايةً من المملكة العربية السعودية.

تأتي هذه الرحلة في ظل تطورات عالمية وإقليمية متشابكة، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا النووي الإيراني،الحرب على غزة-والملف الفلسطيني، والأوضاع الأمنية في غزة.

وتعكس الزيارة حرص ترامب على إعادة التصنيف الكامل للعلاقات الإقليمية والأمنية، محاولًا استثمار الظروف المتوترة في المنطقة لدفع أجندته السياسية والاستراتيجية، وسط توقعات بأن تتبنى الجولة مناقشات حاسمة حول الملف الإيراني، إلى جانب ملفات الحرب على غزة.

خلفية اللقاءات السرية والتطورات الدبلوماسية
مصادر مطلعة علمت أنه عُقد اجتماعا سريا بين ترامب ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في البيت الأبيض يوم أمس الخميس، ركزت على المحادثات النووية مع إيران، والوضع المتدهور في غزة بعد اشتعال التصعيد الأخير، ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاجتماع رسميًا من قبل الولايات المتحدة أو من ممثلى الكيان، مما يعكس حساسية المرحلة وتوتراتها الإقليمية والدولية.

وأكدت المصادر أن ديرمر  التقى أيضًا مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في ذات الأسبوع، في إطار تحضيرات للرحلة المقبلة، التي من المتوقع أن تبدأ من السعودية، وتُعد محطة أساسية في مسار ترامب الدبلوماسي المرتقب، ويُعد ذلك دليلاً على تزايد التنسيق بين واشنطن وتل أبيب قبل الانتقال إلى ملفات أكثر تعقيدًا.

 الملف النووي الإيراني
تُشير المعلومات الحالية إلى احتمال عقد جولة رابعة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، في سلطنة عُمان، والتي تعززها إيران بالدعوة إلى استئناف المفاوضات، معتبرة أن الحل السلمي هو الخيار الأفضَل.

وقال كبير المفاوضين الأمريكيين ستيف ويتكوف إن واشنطن تطمح لعقد الجولة القادمة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما بدا أن الطرفين يبقيان على قنوات الاتصال مفتوحة رغم التصعيد الأخير.

وفي سياق متصل، تؤكد طهران أن التزامها بالدبلوماسية يبقى ثابتًا، بينما يسعى فريق ترامب إلى استثمار الفرصة لضمان مصالح أمريكا بالمنطقة، وإعادة رسم مستقبل النووي الإيراني، بما يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية.

 التصعيد في غزة
أما على صعيد غزة، فقد وافق مجلس وزراء الكيان- وفقا للمصادر المطلعة- على خطة  تعتمد على فرض مزيد من الرقابة والمنع على دخول المساعدات الإنسانية التي تقيم إسرائيل حظرًا عليها منذ مارس الماضي.

وتواجه إسرائيل والولايات المتحدة عديد الانتقادات الدولية، خاصة من منظمات حقوق الإنسان، بعدما استشرت الأزمة الإنسانية في القطاع، وتصاعدت مخاوف من احتمالية تصعيد شامل يهدد استقرار المنطقة.

وفي سياق خططها، اقترح ترامب سابقاً خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة، ضمن رؤية لفرض السيطرة الكاملة على القطاع، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، حيث اعتُبر ذلك تطهيرًا عرقيًا، ما يهدد بتصعيد الأوضاع أكثر.

 تحديات واستحقاقات قادمة
تبدو جولة ترامب في الشرق الأوسط، التي تبدأ من السعودية، محملة بمخاطر وتحديات كبيرة، في ظل تنافُس القوى الإقليمية، وتزايد أزمات غزة، والأمل في إحياء محادثات النووي الإيراني، والذي يبقى رهن التطورات على الأرض وديناميكيات السياسة العالمية.

وفي حين يُتوقع أن تكون تلك الزيارة محط أنظار متعددة، فإن مستقبل المنطقة يظل مجهولاً، خاصة في ظل تداخل الملفات، ومحاولات القوى الكبرى لاستثمار الأزمات لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، فيما يعاني الشعب الفلسطيني من تبعات التصعيد، والأزمة الإنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى