“في تيهِ الحياة”.. شعر: صالح محمّد جـرّار
أبـــثّ إلـيـك ، يــا ربّــي ، شـكـاتي
فــأنــت الله تــــدري مـــا بــذاتـي
ضـعـيفاً قـد خُـلقتُ فـلستُ أقـوى
عــلـى هـــمّ الـحـياة وقـهـرِ عــات
فـدنـيـانـا تــبـدّت وحـــشَ غـــابٍ
فــتـفـرُسُـنـا بــأنــيــاب الــقــسـاةِ
وأحــيــانـاً تــريـنـا لــيــنَ أفــعــى
فــتــخـفـي ســمّــهـا بــالأمـنـيـاتِ
وحــيـنـاً تــفــرش الـــدّرب بـــوَرد
ومـــن بــعـد الـــورود ظُــبـا الأذاةِ
*****
فــويــلٌ لــلــذي أعــطــى قــيــاداً
لـشـيطان الـهـوى ودُمــى الـحـياةِ
ويــــا ســعــدَ الـــذي لــبّـى نـــداءً
مـــن الــخـلاّق، لا صــوتَ الـجُـناةِ
وقــــد أدّى حــقــوق الله طــوعــاً
وأدّى راشــــــداً حـــــقّ الــحــيـاةِ
وإن طغتِ النُّفوسُ وما استجابت
لـــديـــنٍ أو لـــعُـــرفٍ أو هُــــــداةِ
فـــــإنّ عـــقــاب ربّــــك لــهــو آتٍ
فـتـحـكـمـنـا قــوانــيـن الــطّــغـاةِ
فـيـقـتـلُ بـعـضُـنـا بــعـضـاً لِـدُنـيـا
ونـنـسى الـحشر مـن بـعد الـمماتِ
ومــا الـدّنـيا ســوى جـسرٍ لأخـرى
وفـــي الأخــرى مـوازيـن الـسُّـعاةِ
فــإمّـا الــنّـارُ تـحـطـمُ مـصـطـليها
وإمّـــــا جـــنّــةٌ عُــقــبـى الــتّـقـاةِ
*****
فـألـهـمـنا ،إلـهـي،الـصّـبر وامــنــنْ
عــلــيـنـا بــالــرّشــاد وبــالــثـبـاتِ
ووفّـقـنـا لـنـصـر الــحـقّ واخــذل
جــنـود الـبـغي ، يــا عــونَ الأبــاةِ
وجـنّـبـنا الــهـوى واغــفـر خـطـايا
تــغـشّـتـنـا لــضــعـفٍ أو شـــتــاتِ
وســتـرا يـــا جـمـيلَ الـسّـتر ذنـبـاً
تــغـشّـانـا بـــوســواس الــعــصـاةِ
ووفّــــق أهـلَـنـا لـلـحـقّ واحــفـظ
عـلـيهم مــا حـفـظتَ عـلى الـتّقاةِ
وفــرّج كــربَ “إســلامٍ “وأحـسن
خـلاصَ مـجاهدٍ فـي سـجن عـاتِ
وأمّــــا الـمـسـلـمون فــأنــت أدرى
بــمــا آلـــوا إلــيـه مـــن الـشّـتـاتِ
” فــكـلٌّ يــدّعـي وصــلاً بـلـيلى ”
ولــيـلـى لا تــريـدُ ســـوى الـثّـقـاةِ
فـأصـلـح حـالَـهـم يــا ربّ وامـنـن
عــلــيـهـم بــالــرّشــاد وبــالـنّـجـاةِ
ومــســك دعـائـنـا يـــا ربّ حــمـدٌ
وتـسـلـيـمٌ عــلــى خــيــر الــهـداةِ