الأمة الثقافية

في ذكرى وفاة شاعر الكوخ: “جِيلُكُمْ ماتَ فَدُسُّوا نعشَهُ”

جِيلُكُمْ شابَ..فَوارُوا ضعفَهُ/

واحرقوهُ بلظى الدم الجديدْ/

كفِّنوهُ من بلَى أيامهِ/

وادفِنوهُ في ثرى الماضي البعيدْ/

واذهبوا لا تندبوهُ للوجودْ/

هوَ جيلٌ لعبَ القيْدُ بهِ/

منذ ما رنّ على أرضِ الحِمى/

فاصعقوهُ واحطموا أصفادهُ/

وافرعوا بالعزم أبراجَ السما/

شِرعةُ الأغلالِ جاءت للعبيدْ/

أمّكُمْ مِصرُ وفي تاريخها/

ما يَرُدُّ الغرب نديانَ الجبينْ/

فاسألوها واسمعوا في تُربِها/

يزعجُ الآفاق صوت الراقدينْ/

من هنا تسطعُ أنوارُ الخلودْ/

جيلكم ماتَ فَدُسُّوا نعشَهُ/

فهو عارٌ في ضميرِ الزمنِ/

مزّقت قلب الحِمى أطماعهُ/

فارجموهُ يا شبابَ الوطنِ/

ولأحزابِ الحِمى شُقّوا اللحُودْ/

السياساتُ كلامٌ وصدًى/

وزعاماتٌ وخُلفٌ وخصامُ/

والكراسيُّ إذا أبْصَرْتَها/

موردٌ أقلقَ شطّيهِ الزحامُ/

فهي تنعي من أساها وتميدْ/

فانهضوا فالعصرُ وثّابُ الخطا/

ولكم من أمسِكم أعلى مثلْ/

وطنٌ يطمحُ لو نال السها/

وتخطّاها وأسرى بالأملْ/

وعلا بالنيلِ في هامِ الوجودْ/

……………………….

(محمود حسن إسماعيل)

الميلاد: 2 يوليو 1910م، قرية النخيلة، مركز أبو تيج، محافظة أسيوط (مصر)

الوفاة:  25 أبريل 1977م، الكويت، ونُقلَ جثمانه إلى مصر.

– حفظَ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره.

وأكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية بأسيوط، ثم التحق بدار العلوم بالقاهرة، وتخرّجَ فيها، عام 1936م.

– عملَ محمود حسن إسماعيل بعد تخرّجه محررًا لغويا بمجمع اللغة العربية، ثم انتقل بعد عدة سنوات للعمل مستشارا ثقافيا للإذاعة المصرية.

– تقلّدَ بعدها منصب مدير عام البرامج الثقافية والدينية، ثم رئيس لجنة النصوص بالإذاعة.

– شارك في تأسيس إذاعة القرآن الكريم بمصر عام 1961م.

– انتقل في السبعينيات إلى الكويت بعد تقاعده، حيث عمل خبيرا للغة العربية ومستشارا بلجنة المناهج بوزارة التربية إلى أن توفي.

– نبغَ محمود حسن إسماعيل في الشعر نبوغا مبكرا، وأصدر ديوانه الأول بعنوان “أغاني الكوخ” عام 1935م، وهو لا يزال طالبا بدار العلوم.

– اكتسبَ ثقافة واسعة بحُكم دراسته، ثم بحُكم عمله سكرتيرا للدكتور طه حسين في المجمع اللغوي، وأتيح له من التجارب الأدبية والحياتية والوظيفية على امتداد رحلة حياته ما ساعده على التميز والإبداع.

المؤلفات: 

صدر له 14 ديوانا، منها: “أغاني الكوخ”

“هكذا أغني”

“الملك”

“أين المفر”

“نار وأصفاد”

“قاب قوسين”

“لا بُدّ”

“التائهون”

“صلاة ورفض”

“هدير البرزخ”.

وله عشرات الدراسات والمقالات في الصحف والمجلات الأدبية العربية المتخصصة، ومن أشهر أعماله النثرية، كتاب (الشعر في المعركة) الذي صدر في جزأين.

– أطلق عليه النقاد لقب “شاعر الكوخ“، لأن ديوانه الأول بنفس الاسم.

– غنَّت له أم كلثوم قصيدة: “بغداد يا قلعة الأسود”، ومحمد عبد الوهاب: “النهر الخالد”، و”دعاء الشرق”، وغنى له عبد الحليم حافظ: “نداء الماضي”، وغنت له فيروز: “الصباح الجديد”.

– ابنته هي الإذاعية القديرة (سلوان محمود) صاحبة البرنامج الإذاعي الشهير “قطرات الندى”.

– حصل على عِدّة جوائز وأوسمة منها:

وسام الجمهورية عام 1963م، وعام 1965م،

جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1964م،

وسام تقدير من الرئيس التونسي بورقيبة.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم- مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى