تقارير

في مثل هذا اليوم: اغتيال الأمين العام للأمم المتحدة “داغ همرشولد”

18 سبتمبر 1961م، الأمين العام للأمم المتحدة” داغ همرشولد” يلقى حتفه، إثر سقوط مروحيته.

داغ همرشولد (مواليد: 29 يوليو 1905م، السويد)

اقتصادي سويدي والأمين العام للأمم المتحدة بين: 1953م -1961م.

– عمل كنائب وزير الخارجية السويدي، وانُتخب كثاني أمين عام الأمم المتحدة بعد استقالة (تريجفي لي) الأمين العام الأول للأمم المتحدة عام 1953م، ثم جُدد له عام 1958م، وظل في منصبه حتى مقتله عام 1961م، عندما لقي مصرعه في حادث تحطم طائرته في الكونغو إثر توجهه لروديسيا (زامبيا) لمفاوضة تشومبي حول مشكلة الكونغو وانفصال إقليم كاتنجا عن الكونغو (زائير سابقاً) وللآن ما زالت وفاته غامضة، ولا يُعرف من كان وراء تحطّم طائرته.

قصة همرشولد

كان همرشولد موظفاً في الحكومة السويدية، يشغل وظيفة كبيرة ولكنها لم تصل إلى مرتبة الوزير، وكان أهم ما فيه أنه من عائلة أرستقراطية وعلى جانب كبير من الثراء،

كان أبوه رئيس وزراء السويد. وكان أجداده من المحاربين في جيوش السويد التي كانت تعيش في حروب مستمرة مع جيرانها قبل أن تتحول في تاريخها الحديث إلى دولة محايدة تدعو للسلام وتعيش فيه.

 لم يكن أحد قد سمع باسمه خارج بلاده الإ أنه كان عضوا في اللجنة التي تبحث موضوع المرشحين لجائزة نوبل للسلام

عندما هبطت طائرته في مطار نيويورك ليتولى منصب الأمين العام بعد تريجفي، كان أول سؤال وجهه له الصحفيون: كيف يُنطق اسمه ؟

أراد أن يُبسط اسمه فقال انه مكون من كلمتين: هامر(المطرقة) وشيلد (الدرع) فهذا الاسم الذي أُطلق منذ عدة قرون على جده المحارب: المطرقة والدرع.

لم تمض عدة سنوات حتى أصبح لهذا الرجل قوة هائلة على المسرح الدولي تضاهي قوة الدول الكبرى مع اختلاف الأدوار وصار من أحد ثلاثة أو أربعة رجال في العالم هم أقوى زعمائه وقادته حتى أنه عندما تأزمت الأمور في إحدى المراحل اقترح نيكيتا خوروشوف زعيم الاتحاد السوفيتى عقد مؤتمر قمة على أعلى مستوى اقتصر الاشتراك فيه على ستة رجال: رؤساء الدول الخمس الكبرى وسادسهم همرشولد.

موقفه من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956

كان أول امتحان فعلي لجدارته لمنصبه كأمين عام العدوان الثلاثى على مصر فمع تأميم مصر قناة السويس واتفاق فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على القيام بخطة عسكرية للقضاء على خطر مصر على إسرائيل واستعادة بريطانيا وفرنسا لقناة السويس قرر همرشولد أن يدعو مجلس الأمن للانعقاد لكي يتخذ موقفا فعالا في وقف العدوان ورد القوات المعتدية وإعادة الهدوء للمنطقة.

ألقى عند افتتاح المجلس كلمة وجيزة ولكنها كان لها أثر بالغ في المجلس وفي العالم حيث حدد مهمة الأمين العام حين قال ((إن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة أهم بكثير من الأهداف السياسية لأي دولة وأن هذه المبادئ هي مرجعه الأول والأخير فيما يحق له أن يفعله وليس في إمكان الأمين العام القيام بعمله الإ إذا حافظت كل دولة من الدول الأعضاء على شرف تعهدها باحترام ميثاق الأمم المتحدة…. إن معنى ما قلته واضح للجميع دون أي حاجة إلى الأسهاب أو تفصيل أما إذا كان للدول الأعضاء وجهة نظر أخرى في واجبات الأمين العام فمن حق هذه الدول كما أن من حق الأمين العام أن يتصرفوا تصرفاً آخر)) وكانت الجملة الأخيرة تحمل تصميمه على الاستقالة ((إذا كان للدول الأعضاء وجهة نظر أخرى)) كإشارة منه إلى أن على الدول الأعضاء أن تُعلن الآن موقفها.

أزمة الكونغو

كانت الكونغو بعد مرور ستة أشهر على استقلالها غارقة في الفوضى والاضطرابات تتقاسمها ثلاثة سلطات: السلطة المركزية في ليوبولدفيل، وسلطة حكومية بزعامة جيزنغا المدعوم من باتريس لومومبا، وسلطة المناطق الشرقية المدعومة من الماركسيين والاتحاد السوفيتي إزاء هذا الوضع المتأزم في الكونغو وجد الرئيس كازافوبو نفسه مضطرا لأن يقبل أن تضع الأمم المتحدة يدها على الكونغو (قرار مجلس الأمن في 21 شباط 1961) وأن يشرف أمينها العام على إعادة تنظيم الجيش والمالية وإعادة الأمن والوحدة إلى الكونغو

الاغتيال:

طار همرشولد إلى روديسيا (زامبيا حالياً) لمفاوضة تشومبي حول وقف إطلاق النار في الوقت الذي أعلن فيه الأخير رفضه لقرارات الأمم المتحدة وانفجرت طائرة همرشولد في الجو ولقي مصرعه 18 سبتمبر 1961 دون أن تسفر التحقيقات التي أُجريت بعد ذلك عن تحديد الجهة المسؤولة عن هذا الحادث .

 

 

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى