“فِي بُحُورِ الشِّعرِ”.. شعر: محمّد الشرقاوي
فِي بُحُورِ الشِّعرِ أمْضِي
عَاشِقًا كُلَّ الْمَوانِي
أعزِفُ الْأَلْحَانَ حَتَّى
تسْمَعَ الدُّنْيَا الْأَغَانِي
تَهْتِفُ الْأَسْمَاعُ حُبًّا
عِشْتَ يَا رَمْزَ الْمَعَانِي
إنْ هَجَرَتَ الشَّدْوَ يَوْمًا
غَابَ إحْسَاسُ الْأَمَانِ
*****
فِي بُحُورِ الشِّعرِ أسْعَى
نَحْو تَهْذِيبِ الْمَشَاعِر
كُلَّمَا الأَجْيَالُ سَارَت
فِي جَفَاءٍ أَو مَظَاهِر
أرتجي أَوْطَانَ عُرْبٍ
تَلْتَقِي فِيهَا الْعَشَائِر
تَزْرَعُ الْأَيَّامَ صِدْقًا
كَي تَرَى الرَّحْمَنَ نَاصِر
*****
فِي بُحُورِ الشِّعرِ أحْيَا
شاديًا مِثْلَ الْبَلَابِل
أغرسُ الْأَحْلَامَ قَمْحًا
أمْلَأُ الدُّنْيَا فَضَائِل
أرتجي بِاَللَّهِ نَصْرِي
فوق أشرارِ الجحافِل
أرسمُ الدُّنْيَا سَلَامًا
دُونَ حَرْبٍ أَوْ قَنابِل
*****
فِي بُحُورِ الشِّعرِ أعلو
فَوْقَ ظُلَمٍ أَوْ خِيَانَةْ
طَائِرًا فِي كُلِّ وَادٍ
يعتلي أَسْمَى مَكَانَة
فِي عصورٍ قِيلَ فِيهَا
قَدْ مَضَى عَهْدُ الْأَمَانَةْ
مَات حُبُّ الْعَيْشِ فِينَا
دُونَ أنْ يَلْقَى صِيَانَةْ
*****
فِي بُحُورِ الشِّعرِ تَبقَى
رَوْضَتِي رَمْزًا جَمِيلا
تُطعِمُ الأَجْيَالَ فِكْرًا
سَامِيًا حُرًّا أَصِيلا
تَجْعَلُ الْيَأسَ طَرِيدًا
خَائِفًا يَرْجُو رحِيلا
وَالْعُلَا فِي كُلِّ قَلْبٍ
طَامِحٍ أَمْسَى دَلِيلا