قادة كردستان يدعون لحماية النظام الفيدرالي العراقي ووحدة الصف في ذكرى انتفاضة آذار

أحيا قادة كردستان العراق الذكرى الرابعة والثلاثين لانطلاق شرارة انتفاضة شعب كردستان المجيدة ” آذار 1991″ برسائل سياسية هامة وجهوها اليوم الأربعاء للكورد والعراق كافة، مشددين على ضرورة سيادة الحوار وإعادة تنظيم البيت الكردي .
وتقدم الزعيم مسعود بارزاني، بأحر التهاني إلى عائلات الشهداء الأبرار، والبيشمركة الأبطال، وجميع المناضلين والأحرار والوطنيين وأبناء شعب كردستان كافة، بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لانطلاق شرارة انتفاضة شعب كردستان المجيدة، وقال إنها إحدى أسمى المكتسبات القيّمة لشعب كردستان، فبفضل إرادة الحرية التي يتحلى بها شعب كوردستان، وشجاعة البيشمركة، ووحدة الصف بين الأطراف المنضوية في الحركة التحررية الكردستانية، استطاعت تحقيق النصر.
وأضاف بارزاني : شكّلت الانتفاضة ضد المؤسسات القمعية والاستبدادية رسالةً واضحة مفادها بأن شعب كردستان حيٌّ ويطمح إلى الحرية والانعتاق رغم ممارسة الظلم والاضطهاد والترهيب بحقه. لقد أثبتت الانتفاضة حقيقةَ أن مصير الاحتلال والطغيان إلى زوال مهما بلغت قوتهما، وأن الغلبة ستكون لإرادة وعزيمة شعب كردستان.
وتابع : نؤكد على القيم السامية للانتفاضة ورسالة السلام والأخوّة والتعايش المشترك لشعب كردستان.
وقال رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، إن الانتفاضة محطة تاريخية ومصيرية، عبّرت عن الإرادة الفولاذية للكردستانيين في مواجهة الدكتاتورية، وانتفض شعب كردستان، موحداً متحداً يحدوه إيمان راسخ بعدالة قضيته، وعلى أسس الحرية والكرامة والعدالة، وفتح الباب في وجه مستقبل جديد، وكان ذلك ثمرة نضال طويل وتضحيات جسام قدمها البيشمركة وشعب كردستان في سبيل تثبيت حقوقه المشروعة في عراق جديد.
وتابع نيجيرفان: الفيدرالية والمكاسب الدستورية وحضور كردستان وتأثيره الحالي إنما هي ثمار هذه الانتفاضة المجيدة. لذا، فإن حماية المكاسب وضمان حقوق أجيالنا القادمة يكون بوحدة الصف والاتحاد والتفاهم بين كل القوى والمكونات. فالأوضاع الداخلية والخارجية، تدعونا جميعاً إلى العمل بروح المسؤولية المشتركة واستنباط العبر من دروس الماضي وحماية المصالح العامة لشعبنا. وفي هذه المناسبة المباركة، نؤكد على أننا سنواصل العمل من أجل تحقيق الأهداف السامية للانتفاضة، والنضال السلمي والدبلوماسي لحماية حقوق شعب كردستان، لكي نحقق آمال وتطلعات الكردستانيين نحو التقدم ومستقبل أفضل، علينا أن نتمسك بالتعايش السلمي ونعزز ثقافة قبول الآخر ونرسخ الديمقراطية والعمل المشترك بروح المسؤولية الوطنية.
أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني قفال إن وحدة الصف وتلاحم الشعب والقوى السياسية، سببا في تحرر إقليم كردستان من براثن الظلم والاحتلال، لترسخ إرادته أسس الديمقراطية عبر انتخابات حرة أفرزت أول برلمان وحكومة للإقليم تمثلان تطلعاته وآماله، وتتضاعف مسؤوليتنا في توحيد الكلمة ورص الصفوف، حمايةً للكيان الدستوري وصوناً للمؤسسات الشرعية لإقليم كردستان، وحفاظاً على المنجزات التي لم تكن لتتحقق لولا دماء الشهداء الأبرار.
وفى بيان له شدد الحزب الديمقراطي الكردستاني، على ضرورة إعادة تنظيم البيت الكردستاني بما يشمل اتفاق كل الأطراف على القضايا الاستراتيجية في الدفاع عن الحقوق المشروعة والدستورية وكذلك المنجزات والكيان الوطني لإقليم كردستان، مع توحيد الخطاب وبذل كل الجهود من اجل معالجة المشاكل ومراعاة الجميع للمصالح العامة لمواطني كردستان وان يكون من أولى مهامه حماية ارض وشعب وكيان إقليم كردستان.
وانطلقت انتفاضة اذار الشعبية من مدينة رانية التي سميت بـ بوابة الانتفاضة، ومهدت الأرضية لبناء تجربة حكم جديدة في عام 1992 والتي تجسدت في برلمان وحكومة إقليم كوردستان اللذين جسدا حقيقة رغبات وتطلعات الشعب الكوردستاني المنتفض.
وأكد بيان الحزب الديمقراطي أن الإقليم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التنسيق والوحدة على مستوى كردستان، والاستمرار في الحوار والتفاوض مع بغداد العاصمة الفيدرالية نحو حل وحسم المشاكل حتى لا تتكرر الأزمات مرة أخرى.