الكتاب: السطحيون: ما تفعله شبكة الإنترنت بأدمغتنا
المؤلف: نيكولاس كار
الفكرة العامة:
يحذر الكاتب الأمريكي نيكولاس كار في كتابه “السطحيون” من التأثير العميق والمدمّر الذي تُحدثه شبكة الإنترنت على طريقة تفكيرنا، وانتباهنا، وذاكرتنا، وحتى على تكوين أدمغتنا نفسها. يرى أن الاستخدام المستمر للإنترنت يحوّلنا تدريجيًا إلى مفكرين سطحيين، عاجزين عن التركيز العميق أو القراءة الطويلة المتأنية، لأن عقولنا أصبحت مبرمجة على التنقّل السريع بين الروابط والرسائل والإشعارات.
أهم محاور الكتاب:
1- العقل الرقمي:
يتناول كار فكرة أن العقل ليس ثابتًا، بل مرن وقابل للتشكيل حسب الأدوات التي نستخدمها، مثلما شكّل الكتاب المطبوع عقولنا لقرون، تقوم الآن الإنترنت بإعادة تشكيلها بطرق أقل عمقًا.
2- الذاكرة والتركيز:
يوضح الكتاب أن كثرة استخدام الإنترنت تُضعف الذاكرة الطويلة الأمد، وتجعلنا نعيش في دوامة من المعلومات القصيرة السريعة، دون أن نخزّن أو نستوعب شيئًا على المدى البعيد.
3- تأثير غوغل والقراءة السريعة:
يحذّر كار من أننا نقرأ في العصر الرقمي كما “يتصفّح الكمبيوتر”، لا كما يقرأ الإنسان، فتقل قدرتنا على التفكير النقدي والتأمل.
4- العودة إلى العُمق:
يدعو المؤلف إلى استعادة القدرة على التركيز والقراءة المتأنية، بتقليل التعرّض المستمر للشبكات الاجتماعية والإشعارات، والعودة إلى الكتب الورقية.
أهم المقولات:
“الوسيط هو الرسالة… لكنه أيضًا هو من يُشكّل العقول.”
“ما تفعله أيدينا على لوحات المفاتيح يُغيّر ما يجري داخل جماجمنا.”
“غوغل لا يُغبينا، لكننا نغدو أغبى كلما اعتمدنا عليه أكثر.”
أهمية الكتاب:
حاز الكتاب شهرة واسعة وتُرجم لعدة لغات، لأنه أول من دقّ ناقوس الخطر العلمي والثقافي حول الإنترنت، مُستندًا إلى بحوث في علم الأعصاب والسيكولوجيا والسوسيولوجيا. رشّح الكتاب لجائزة “بوليتزر” عام 2011، ويُعد من أهم كتب العقد في نقد أثر التكنولوجيا على الإنسان.
خاتمة: “السطحيون” ليس مجرد كتاب تحذيري، بل هو دعوة للتأمل في علاقتنا مع التكنولوجيا، وكيف نحافظ على عمقنا الإنساني في زمن السرعة والسطحية”