كتاب الامتلاك أو الوجود (الأسس النفسية لمجتمع جديد) – إيريك فروم
كان «الامتلاك أو الوجود» آخر ما كتبه إيريك فروم قبل وفاته، ويعدّ عُصارة فكره على الإطلاق. عرف رواجًا قياسيًا منذ نشره لأول مرة، وأُعيد نشره بانتظام بمعدّل مرتين في كل أربع سنوات إلى يومنا هذا.
ولا يُعدّ هذا نجاحًا ماديًا للكتاب فقط، بل يترجم حاجة باطنية ملحة لدى الإنسان الغربي في البحث عن بديل، ولربما بدائل، لما وصلت إليه الحضارة الغربية المعاصرة، المشجّعة لمبدأ الامتلاك على مبدأ الوجود. أي دعم فكر نهب الإنسان لأخيه الإنسان وللمحيط الطبيعي الذي يعيش في أحضانه، بحثًا عن كل سبل هدم الإنسان لذاته بذاته.
لا يدعو فروم في كتابه هذا إلى التخلّي النهائي عن «الامتلاك»، والعيش في «زهد» و«تقشّف»، بقدر ما يُنبّه إلى ضرورة وعينا بالمبدأين معًا، وضرورة إيجاد التوازن الضروري بينهما، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، من أجل المحافظة على الكرامة الإنسانية بالدرجة الأولى وكرامة البيئة الطبيعية حيث يعيش، إذا كان المرء يريد العيش في كون يحافظ فيه على الإنسان.
إذا وعى الإنسان هذا الأمر، وتحرّر من الاستهلاك الأعمى وغير الضروري للمُنتجات الصناعية، بما في ذلك وسائل الترفيه، ومنها بالخصوص التي تُساهم في «تبليد» الإنسان، فإنه يستطيع التحرّر من كل الإكراهات البدنية والنفسية والاجتماعية للمجتمع الصناعي الامتلاكي، والمرور إلى مرحلة جديدة في تطوّره، ليُصبح إنسانًا عاقلًا بالفعل، وليس مستهلكًا ومالكًا لأشياء تملكه وتستعبده بطرق شتّى.
المؤلف:
إريك فروم (23 مارس 1900م – 18 مارس 1980م)
عالم نفس وفيلسوف إنساني ألماني أمريكي.
ولد في مدينة فرانكفورت، وهو الابن الوحيد لوالدين يهوديين أرثوذكسيين، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 1934. والتحق بجامعة فرانكفورت وهايدلبيرغ حيث درس فيها العلوم الاجتماعية والنفسية والفلسفية.
بدأ فروم دراسته الأكاديمية عام 1918م، في جامعة فرانكفورت التي درس فيها فلسفة القانون (Jurisprudence) لفصلين دراسيين ولكن لم يكن يرغب في أن يصبح محاميا، فغير اتجاهه عام 1919م، نحو دراسة علم الاجتماع في جامعة هايدلبيرغ تحت إشراف عالم الاجتماع ألفريد فيبر، والفلسفة تحت إشراف هاينريش ريكيرت، وعلم النفس بإشراف كارل جاسبرز،
حصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1922م، وبعدها تدرب على التحليل النفسي في مصحة التحليل النفسي في هايدلبيرغ
انتقل فروم إلى المكسيك عام 1949م، وأصبح أستاذا في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (ْUNAM)، وأنشأ قسما للتحليل النفسي في كلية الطب هناك، وفي الوقت نفسه، عمل أستاذاً لعلم النفس بجامعة ولاية ميشيغان في الفترة من 1957م إلى 1961م، وكأستاذ مساعد لعلم النفس في قسم الدراسات العليا للفنون والعلوم بجامعة نيويورك بعد عام 1962م.
استمر في عمله في (UNAM) حتى تقاعده عام 1965م، وفي الجمعية المكسيكية للتحليل النفسي (SMP) حتى عام 1974م الذي انتقل فيه إلى مورالتو في سويسرا.
أهم إصداراته:
1- الهروب من الحرية (1941)
2- التحليل النفسي والدين (1950)
3- اللغة المنسية : مدخل إلى فهم الأحلام والقصص الخيالية والأساطير (1951) المجتمع العاقل (1955)
4- رسالة سيجموند فرويد : تحليل لشخصيته وتأثيره (1959)
5- أزمة التحليل النفسى : مقالات عن فرويد وماركس وعلم النفس الاجتماعي (1970)
6- تشريح نزوع الإنسان إلى التدمير (1973)