قُتل ما لا يقل عن 56 شخصاً في السودان بعد قصف مدفعي وغارات جوية على سوق للخضروات في أم درمان.
وقالت وزارة الصحة إن 158 شخصا على الأقل أصيبوا أيضا في الهجوم الذي وقع أمس السبت وألقي باللوم فيه على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأدان خالد العيصر وزير الثقافة والمتحدث باسم الحكومة الهجوم، وقال إن الضحايا بينهم العديد من النساء والأطفال. وأضاف أن الهجوم تسبب في دمار واسع النطاق.
وقال في بيان إن “هذا العمل الإجرامي يضاف إلى السجل الدموي لهذه الميليشيا، ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي”.
وقال شهود عيان إن القصف المدفعي جاء من غرب أم درمان، حيث لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على المنطقة، وكان مدعوما بطائرات بدون طيار.
وأضاف أحد السكان في أم درمان جنوبا لوكالة فرانس برس إن قوات الدعم السريع تطلق النار على عدة شوارع في وقت واحد، مضيفا أن “الصواريخ وقذائف المدفعية تتساقط”.
ونوه أحد الناجين أن “القذائف سقطت في وسط سوق الخضار، ولهذا السبب سقط عدد كبير من الضحايا والجرحى”.
وقال موظفو مستشفى النواو القريب إنهم شعروا بالإرهاق من عدد الضحايا وأن الجرحى “ما زالوا يُنقلون إلى المستشفى”. وقال أحد المتطوعين في المستشفى إنهم في حاجة ماسة إلى “أكفان ومتبرعين بالدم ومحفات لنقل الجرحى”.
وفي حادث منفصل بالخرطوم، قُتل مدنيان وأصيب العشرات في هجوم جوي على منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن غرفة الطوارئ المحلية.
تعد لجنة الاستجابة للطوارئ واحدة من مئات اللجان التطوعية في مختلف أنحاء السودان التي تعمل على تنسيق الرعاية الطارئة.
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 بسبب الخلاف على دمج القوتين، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم وإغراق نصف السكان في الجوع.
ويأتي هجوم السبت بعد يوم من تعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو باستعادة العاصمة من الجيش. وقال في خطاب نادر عبر الفيديو لقواته: “طردناهم [من الخرطوم] من قبل، وسنطردهم مرة أخرى”.
واستعاد الجيش السوداني عدة قواعد في الخرطوم الشهر الماضي، بما في ذلك مقره قبل الحرب، مما دفع قوات الدعم السريع بشكل متزايد إلى ضواحي المدينة.
تحولت العاصمة السودانية إلى مجرد قشرة من نفسها السابقة، وقُتل عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد بسبب العنف. ووفقا للأمم المتحدة، تم إخلاء أحياء بأكملها وسيطر عليها المقاتلون، كما فر ما لا يقل عن 3.6 مليون شخص من العاصمة.
وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 106 آلاف شخص يعانون من المجاعة في الخرطوم، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تدعمه الأمم المتحدة، مع معاناة 3.2 مليون شخص آخرين من مستويات أزمة الجوع.