لأسباب ترجع للحرب: إلغاء تكريم أديبة فلسطينية في معرض فرانكفورت للكتاب
ألغى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يقام في المدينة الألمانية خلال هذا الشهر، حفل تكريم الأدبية الفلسطينية عدنية شلبي.
وقالت الجمعية الألمانية “ليبراتوم” المنظمة لحفل التكريم، إن سبب الإلغاء يرجع إلى الحرب الدائرة بين حركة حماس ودولة الاحتلال التي تشن هجومًا واسعًا على المدنيين في قطاع غزة.
وتعرضت الجمعية لضغوط واسعة من اليمين الألماني، بعد أن فازت رواية شلبي “تفاصيل ثانوي” بجائزة أدبية رفيعة المستوى في ألمانيا، أهلها إلى تنظيم تكريم لها في معرض فرانكفورت.
وطالب اليمين الألماني بسحب الجائزة من شلبي، متهمًا الرواية بأنها تتضمن أحداثًا ومواقف، يمكن تصنيفها باعتبارها “معادية للسامية”.
وإن أعلنت الجمعية الألمانية الأدبية عن نفيها لسحب الجائزة، إلا إنها لغت حفل التكريم، وقررت تأجيله إلى بعد هدوء الأوضاع في الشرق الأوسط.
وانسحب الصحفي الألماني أورليش نولر من هيئة جمعية “ليبرتوم”، بعد اختيار الرواية لتكريمها، قائلًا إن الرواية انتصارًا للرواية المعادية لدولة الاحتلال.
وتدور الرواية حول فتاة فلسطينية تعرضت للاغتصاب والتقل على يد جنود من دولة الاحتلال في صحراء النقب في العام 1948، ويحاول صحفي بعد أعوام من الحادثة أن يكشف عن تفاصيلها، معريًا حقيقة وحشبة الاحتلال الصهيوني.
على الجانب الآخر، يقول توماس هاميتش، وهو عضو في جمعية “ليبتروم”، إن الرواية لا تشيطن دولة الاحتلال، بل سردت أحداثًا رمادية، يتفاعل فيها الخير والشر في مساحات متساوية، تجمع كل شخصيات الرواية.
يأتي إلغاء حفل التتويج في وقت تتصاعد فيه الانتقادات ضد الغرب، ومنه ألمانيا، فيما يتعلق بموضوع حرية التعبير، الخاصة بالصراع الفلسطيني-الصهيوني، مع مواجهة الشرطة الألمانية للمظاهرات المؤيدة لفلسطين في برلين وعدد من المدن الألمانية.
أكثر من ألف شخص في ميدان الأدب، بينهم فائزون بجوائز رفيعة كنوبل والبوكر وحتى جائزة الأدب الألمانية، وقعوا عريضة احتجاجية، ضد إلغاء حفل التتويج، وطالبوا المنظمين بإعادة التفكير فيه، وأنه من الواجب في هذه الظروف الصعبة فتح مساحات للكتاب الفلسطينيين لأجل مشاركة أفكارهم وأحاسيسهم وليس إغلاق المجال أمامهم”.
أدى قرار الجمعية الألمانية إلى انسحاب دور نشر عربية وإسلامية عديدة، منها دور نشر ماليزية، وهيئة الشارقة للكتاب، و”اتحاد الناشرين العرب” الذي أصدر بيانًا تضامنيًا مع الكاتبة الفلسطينية عدنية شلبي.
وتضامنت “جمعية القلم” البرلينية مع شلبي، قائلة إن تغييرات الأحداث وتطوراتها لا علاقة لها بالأدب، وحرية الرأي والتعبير.