لإنقاذ آلاف المرضي.. وزارة الصحة بالأردن تطلق منصة للتبرع بالأعضاء

 

كتب : علي عليوه

 

عندما كان عمره 18 عاما، أصيب “محمد” بفشل كلوي حول حياته من مراهق في كامل قوته إلى مريض بجسد نحيل يغسل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا، حتى جاء متبرع لينقذ حياته ويبعث فيها الأمل من جديد.

وتروي وكالة الأنباء العربية قصة المواطن الاردني “محمد” الذي عاش بكلية المتبرع 23 عاما، لكنه أصيب من جديد بفشل كلوي، وينتظر اليوم مرة أخرى على قوائم وزارة الصحة الأردنية على أمل أن يجد متبرعا.

يبلغ عمر “محمد” الآن 45 عاما، ويغسل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا لأربع ساعات في كل مرة، ويقول لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن موضوع التبرع بالأعضاء في الأردن ليس سهلا “وقد أنتظر سنوات طويلة على أمل أن يأتي متبرع”.

وأضاف محمد “وضعي الصحي متأرجح”، لا يمكن أن يكون مريض الفشل الكلوي منتجا في المجتمع بسبب الإنهاك الدائم الذي يشعر به، ورغم أن محمد يملك مكتبا هندسيا، فإنه يتغيب عنه معظم الوقت.

وبحسب وزارة الصحة الأردنية، ينتظر أكثر من خمسة آلاف مريض بالفشل الكلوي على قوائم الإنتظار، منهم ثلاثة آلاف يمكن أن يتماثلوا للشفاء بشكل كامل في حال العثور على متبرع.

وقبل أيام، أطلقت وزارة الصحة الأردنية منصة إلكترونية للتبرع بالأعضاء، للتسهيل على من يرغب في التوصية بالتبرع بأعضائه بعد الوفاة.

وقال مدير مديرية زراعة الأعضاء في وزارة الصحة “أنور نويري” لوكالة أنباء العالم العربي أن عدد المسجلين في المنصة ممن يرغبون في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة تجاوز 180 شخصا في أيام قليلة.

وأضاف بأن “هذا دليل أن هناك رغبة في مساعدة الآخرين”.

لكن” نويري” أكد أن ثقافة التبرع بالأعضاء ما زالت غير منتشرة في الأردن، وأن هناك أفكارا خاطئة حولها، مناشدا القادرين على التبرع بالتسجيل على المنصة لإنقاذ حياة الكثيرين.

وتابع نويري قائلا “هناك 700 حالة موت دماغي سنويا في الأردن”، مشيرا إلى أن نسبة التبرع بالأعضاء تبلغ واحدا بالمئة، رغم وجود بلدان وصلت فيها نسبة التبرع بالأعضاء 85 بالمئة في حالات الموت الدماغي.

واستطرد قائلا “في حالة الموت الدماغي، وبعد أن يقرر الأطباء واللجنة الطبية استحالة العودة للحياة، نحاول التواصل مع الأهل  للحديث معهم حول التبرع  بالأعضاء إذا كانت سليمة،

 حتى لو كان المتوفى أوصى بالتبرع بأعضائه، فإننا لا نملك إجبار أهله على الموافقة”.

وتتيح المنصة الجديدة التبرع بالأعضاء لكل من يرغب في ذلك، غير أن نويري يفضل أن يكون الأهل على دراية برغبة الشخص قبل وفاته.

عمل خيري

وقد غيّر التبرع بالأعضاء حياة الكثيرين الذين يشعرون بأن لديهم إعاقة تحول بين ممارستهم لحياتهم بصورة طبيعية، على حد قول نويري، لكن آراء الناس حول التبرع بالأعضاء ما زالت متفاوتة بشكل كبير.

 إذ يراها البعض عملا خيريا، وينظر لها آخرون باعتبارها اعتداء على حرمة الجسد.

وأبدت “عبير”، وهي شابة أردنية، رفضها للفكرة لتخوفها من أن “فتح المجال أمام التبرع  قد يسهل التجارة بالأعضاء”، متسائلة عن جواز إعلان الوفاة ورفع أجهزة الإعاشة عن المريض في حالة الموت الدماغي من أجل أخذ أعضاء المتوفى.

وأضافت عبير “أرفض أن يتم تشويه جسم الإنسان بعد وفاته”.

بينما يرى” ليث” أن التبرع بالأعضاء عملا خيريا، وقال لوكالة أنباء العالم العربي “أعظم شيء أنني أستطيع أن أمنح شخصا حياة دون معاناة في حال تبرعت بأعضائي بعد وفاتي”.

ويتساءل ليث “الجسد سيتحلل في التراب بعد الموت، فلماذا لا يتبرع الناس بأعضائهم لغيرهم؟”، وينوي ليث التسجيل عبر منصة وزارة الصحة الجديدة من أجل التبرع بأعضائه بعد وفاته.

وقال الشيخ “صخر العكور” الباحث في دائرة الإفتاء الأردنية، إن التبرع بالأعضاء جائز ضمن شروط محددة وضحها مجلس الإفتاء الأردني، ومنها أن يكون المتبرع “كامل الأهلية”.

وشدد العكور على أن العملية يجب أن تكون في صورة تبرع “ولا يجوز نقل الأعضاء بين البشر على سبيل التجارة”.

وكانت دائرة الإفتاء في الأردن قد أجازت التبرع بالأعضاء “إذا تحققت الشروط الشرعية الواجبة، لما في هذا العمل من إنقاذ لأرواح الناس وتخفيف آلامهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights