لهذه الأسباب ..واشنطن مطمئنة لعدم استخدام دول الخليج النفط سلاحا ضد إسرائيل

نقلت صحيفة الفايننشيال تايمز عن كبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض قوله إنه واثق من أن منتجي النفط العرب لن يستخدموا الطاقة سلاحا، على الرغم من تصاعد الغضب في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب حصار إسرائيل وقصف غزة.
قال عاموس هوششتاين للصحيفة البريطانية إن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة والمنتجين الخليجيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، كان “قويا جدا” على مدى العامين الماضيين.
وقال في مقابلة: “استخدم النفط سلاحا من وقت لآخر منذ أن أصبح سلعة متداولة، لذلك نحن قلقون دائما بشأن ذلك، ونعمل ضد ذلك، لكنني أعتقد أنه لم يحدث ذلك حتى الآن”. “لدينا حربان نشطتان في العالم، تشمل ثالث أكبر منتج في العالم “روسيا”، والأخرى في الشرق الأوسط حيث تطير الصواريخ بالقرب من مكان إنتاج النفط، ومع ذلك تقترب الأسعار من النقطة الأدنى هذا العام.”
وقال هوخشتاين إن ذلك أظهر “أننا نديرها بشكل جيد إلى حد ما، ولكن لا يمكننا أبدا أن نستريح وهو وضع متطور”.
وأضاف: “كان التعاون والتنسيق بين المنتجين والمستهلكين على مدى العامين الماضيين قويا جدا في محاولة منع صدمات الطاقة”.
رفضت الدول الخليجية الرائدة الأعضاء في كارتل أوبك + دعوات من إيران إلى فرض حظر احتجاجا على التكتيكات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الأشخاص المطلعين على تفكير المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، يقولون إن انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر عند 77 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي والغضب المتزايد بين الأعضاء بشأن غزة يمكن أن يسهم في اتخاذ قرار بإجراء المزيد من التخفيضات في إمدادات النفط.
من المتوقع أن تقوم الرياض إلى تمديد التخفيضات الطوعية في إنتاج النفط في العام المقبل عندما يجتمع أعضاء أوبك + في فيينا في 26 نوفمبر، ويمكن أن يكون خفض الإنتاج الذي يصل إلى مليون برميل يوميا، أي حوالي 1 في المائة من الإمدادات العالمية، على الطاولة.

وفي هذا السياق قاد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الأخ غير الشقيق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الزعيم الفعلي للبلاد، مجموعة أوبك + في خفض الإنتاج منذ أكتوبر 2022 على الرغم من تراجعه عن وعوده للبيت الأبيض.
وكذلك أكد المقربون من عقل النخبة الحاكمة في الرياض على أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد وأكدوا على أن أي بيانات عامة صادرة عن وزير الطاقة في البلاد من المرجح أن تحاول الحفاظ على التركيز على سوق النفط، بدلا من الحرب بين إسرائيل وحماس.
فيما تصر الرياض بشكل روتيني على أن قراراتها تستند إلى ظروف السوق، وليس الاعتبارات السياسية.
وبدوره ضرب الأمير عبد العزيزبن سلمان مؤخرا التوقعات التي زادت من رهاناتها ضد النفط، وسط توقعات بأن السوق قد تنتقل إلى فائض صغير في العام المقبل بسبب ضعف الاقتصاد العالمي وارتفاع الإمدادات خارج أوبك.
فيما رفض المستشار بالبيت الأبيض مجددا التعليق على إمكانية تمديد أوبك+ لتخفيضات الإنتاج، أوالحديث عن وجود محادثات إدارة بايدن مع المملكة العربية السعودية والمنتجين الآخرين.
وقال هوخشتاين: “أعتقد أننا توصلنا إلى تفاهم مع المنتجين في الولايات المتحدة والمنتجين في الشرق الأوسط وحول العالم على أن هناك حدا عندما تذهب الأسعار إلى نقطة معينة، وتؤثر سلبا على النمو الاقتصادي العالمي وتؤثر عليهم في نهاية المطاف”. “إنهم يعرفون موقفنا جيدا إلى حد ما، وأعتقد أنني أفهم موقفهم.” لن نتفق دائما، ولكن النقطة المهمة هي أنه يمكننا العمل معا.”

وتوترت العلاقات بين واشنطن والرياض بعد أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه متعهدا بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية مع المملكة وعدم التعامل مع الأمير محمدبن سلمان ..
لكن علاقات البلدين شهدت انفراجة حيث تفاوضت المملكة العربية السعودية وواشنطن على صفقة كان من شأنها أن تؤدي إلى تطبيع المملكة للعلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق أمني أمريكي وتعاون في طموحاتها في مجال الطاقة النووية.
غير أن الحرب بين إسرائيل وحماس قلبت هذه العملية، ولكن كل من المسؤولين السعوديين والأمريكيين ألمحوا إلى أنه على المدى الطويل يمكنهم في نهاية المطاف السعي إلى البناء على تلك المفاوضات