فراج إسماعيل
ماذا حدث وأدى إلى التراجع عن غزو لبنان البري؟
الكاتب الصهيوني الأمريكي باراك رافيد الذي في موقع أكسيوس الأمريكي وموقع Walla News الإسرائيلي وكلاهما نافذان استخباراتياً أجاب بما يلي:
المسؤولون الأمريكيون يخشون من أن التاريخ قد يعيد نفسه. مرتين من قبل -الأولى في عام 1982، ومرة أخرى في عام 2006- تصاعد الغزو الإسرائيلي لجارتها الشمالية إلى صراع أوسع نطاقاً وأكثر فتكاً وأطول أمداً مما توقعه المسؤولون الإسرائيليون.
وستكون النتيجة الأكثر دراماتيكية للغزو البري هي إقناع إيران بتغيير مسارها والتدخل بشكل مباشر لإنقاذ الميليشيا التي بنتها على مدى عقود.
لكن هناك سيناريو آخر ظل المسؤولون الأمريكيون يحذرون منه منذ أشهر: يمكن للميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن أن تهب لمساعدة حزب الله وترسل مقاتليها إلى لبنان أو تفتح جبهة أخرى عبر سوريا.
قال مسؤول إسرائيلي كبير إن العملية البرية لا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان، بل إلى تدمير مواقع حزب الله الأمامية والأنفاق ومنصات الإطلاق والبنية التحتية العسكرية الأخرى في القرى القريبة من الحدود.
وأضاف المسؤول أن العملية البرية بدأت في منطقة محدودة في الجزء الشرقي من الحدود وستستمر تدريجيا إلى أجزاء أخرى. وتتلخص الفكرة في إنشاء “محيط أمني” على الجانب اللبناني من الحدود لا يتمكن من دخوله سوى الجيش اللبناني أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وتابع المسؤول: «ليس لدينا أي نية للغرق في الوحل اللبناني. سندخل ونخرج في النهاية. هذه عملية تكتيكية محدودة الوقت والنطاق».
تريد إسرائيل استعادة قدرتها على ردع المزيد من الهجمات، والتي فقدتها بعد الهفوات الأمنية التي وقعت في أكتوبر في غلاف غزة.
ما يبدو وكأنه عملية عسكرية ناجحة يمكن أن يتغير إذا تحول التركيز من الغارات الجوية المستهدفة إلى عملية برية حيث يتعين على جنود الجيش مواجهة مقاتلي حزب الله المدربين والمجهزين على «ملعبهم الوطني».
في هذا السيناريو، من المرجح أن تزيد الخسائر الإسرائيلية، وقد يمتد نطاق العملية ووقتها إلى ما هو أبعد من الخطة الأصلية.
البيت الأبيض أبلغ الإسرائيليين أنه يشعر بالقلق من أن ما يبدأ كعملية محدودة زمنيا وجغرافيا سوف يتحول في النهاية إلى شيء أكبر وأطول أجلا، حسبما قال مصدر مطلع.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: «بالطبع، نعلم أن توسيع المهمة يمكن أن يشكل مخاطرة وسنواصل مناقشة ذلك مع الإسرائيليين».
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لموقع Axios: «الشعور داخل الإدارة هو مزيج من القلق والفضول».
«من ناحية، يلعب الإسرائيليون بالنار هنا. ولكن من ناحية أخرى، ماذا لو نجح الأمر؟»