لاقت المكالمة الهاتفية التي تلقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من نظيره الإيطالي اهتمام النخبة المثقفة والطبقة السياسية في الجزائر، حسب ما ورد من رئاسة الجمهورية الجزائرية دون ذكر المزيد من التفاصيل، وتركت المكالمة الهاتفية تساؤلات الرأي العام الجزائري،
وهو ما أشار إليه المحلل سعيد بودينار ضابط سامي متقاعد، من أجل الإجابة على سؤال كيف لإيطاليا التي أبدت تعاطفها مع الكيان الصهيوني مثل باقي دول الاتحاد الأوروبي أن تتجرأ وتتصل بالجزائر في وقت لازالت المجازر ضد إخواننا في فلسطين تتزايد وتحصد أرواح المئات من الأبرياء؟ هو السؤال الذي طرحه المحلل سعيد بودينار،
وقال أنه من المرجح أن مكالمة الرئيس الإيطالي تمت بإيعاز رؤساء عدة دول أوروبية فكرت أن تستثمر في العلاقات الطيبة بين البلدين للتقرب من الجزائر،
وهنا يتساءل سعيد بودينار عن المغزى من المكالمة، معبرا عن وجهة نظره لما يحدث في الساحة، وفق تطورات الأحداث.
فإيقاف الحرب في فلسطين والاعتداءات الهمجية على الأبرياء حسبه تبقى المحور الرئيسي للمكالمة،
لاسيما والأوربيون يرون أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تلقى صدى طيب وإيجابي من لدن جميع الفلسطينيين، إلى حد أنهم ألقوا بالقضية في أحضانها رغم بعد المسافة وتواجد عدة دول عربية وإسلامية على حدودها أو بمقربة منها وهي في حد ذاتها حالة فريدة من نوعها،
ويستنتج المحلل أن هدف أوروبا إنقاذ كيان بني صهيون وإيقاف الحرب وجرّ جميع الأطراف إلى الحوار مع إعطائها نكهة تفوّق الكيان الصهيوني لأن المفاوضات ستكون عسيرة ومذلة نظرا لخطورة وحجم الوثائق المتحصل عليها و أهمية مناصب بعض الأسرى،
فأوروبا كما يضيف ترى أن الجزائر البلد الوحيد الذي يجد آذانا صاغية من الجانب الفلسطيني وتقبل على الأقل الالتزام بالسرية وإبقاء فحوى المفاوضات داخل القاعة، السؤال الذي طرحه سعيد بودينار هو معرفة من هو الطرف الأهم في المعادلة؟ وما هو رأيه؟ يجيب سعيد بودينار بالقول أن أمريكا هي الطرف الأهم في هذا التكتيك.
وقد سارعت بإرسال بوارجها الحربية إلى المنطقة مما يدل أنها تدفع منذ البداية للتصعيد و الاجتياح البرّي أمام رفض حكومة نتانياهو المتأكدة لحد الآن من الفشل الذريع عكس حكومة بايدن التي ترى أنها مستفيدة في كلتا الحالتين، ففي حالة نجاح الهجوم البري تكون ضربة قاضية الفلسطينيين وجميع دول المنطقة
وبهذه الضربة تطوي ملف الشرق الأوسط نهائيا، أما إذا فشل الهجوم فتتخلص من الوجوه القديمة للكيان وتفتح صفحة أخرى مع وجوه جديدة تتقبل المشروع الأمريكي بأكثر مرونة وبعدها تتفرغ بلد العم سام التنين الصيني، بالنسبة للجزائر يطرح المحلل عدة تساؤلات لمعرفة احتمال اصطدام المساعي الجزائرية بالرفض الأمريكي ومعرفة تداعياته؟،
إلا أنه نوّه بجهود الدولة الجزائرية في لم شمل الشعب الفلسطيني من خلال جمع جميع الفصائل الفلسطينية حول طاولة واحدة،
ما استخلصه سعيد بودينار هو أن الأيام القادمة وحدها تكشف الحقائق الخفية في ظل احتمال ردود أفعال سلبية من طرف بعض الدول مثل مصر والسعودية التي تشعر بتقويض دورها الإقليمي أو الإمارات التي لا تتردد في اتخاذ موقف عدائي من الجزائر.