مايكروسوفت ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي: من الوكلاء إلى التحليل التنبؤي

في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تعمل “مايكروسوفت” على تعزيز قدراتها في مجالات التحليل التنبؤي وتطوير “وكلاء الذكاء الاصطناعي”، الذين يزدادون تطورًا كل ستة أشهر. خلال زيارة إلى المملكة العربية السعودية، أجرت “الشرق الأوسط” لقاءً مع اثنين من أبرز خبراء الشركة، تشارلز لامانا وجيسيكا هوك، للحديث عن مستقبل هذه التقنيات وتطبيقاتها الواسعة في القطاعين العام والخاص، لا سيما في السعودية التي تشهد تحولًا رقميًا غير مسبوق.
مساعدون شخصيون بتقنيات الذكاء الاصطناعي
أوضح تشارلز لامانا، نائب رئيس قطاع المؤسسات و”كوبايلوت” للأعمال والصناعة، أن نظام “كوبايلوت” (Copilot) هو مساعد شخصي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يفهم أسلوب عمل المستخدم ويقدم الدعم في كتابة الرسائل، وإنشاء المستندات والعروض التقديمية، وتحضير الاجتماعات. ويمثل “كوبايلوت” نموذجًا للمساعد الذكي، حيث يكون دوره تكميليًا، بينما يبقى القرار النهائي بيد المستخدم.
وكلاء الذكاء الاصطناعي: فريق رقمي للمساعدة في المهام
تسعى “مايكروسوفت” إلى تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على تنفيذ مهام محددة، مثل إدارة البيانات، وإجراء المعاملات المالية، ومتابعة أوامر الشراء، وغيرها. وتعمل الشركة على تعزيز قدرات هؤلاء الوكلاء ليصبحوا أكثر تطورًا كل ستة أشهر، بحيث يتمكنون من تنفيذ عمليات معقدة بشكل مستقل. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات في المجالات التي تتطلب حسابات رياضية دقيقة أو تحليل ميزانيات معقدة.
التحليل التنبؤي: عصر جديد لصنع القرار
تحدثت جيسيكا هوك، نائبة رئيس قطاع المؤسسات وتسويق المنتجات والبرامج الرقمية، عن أهمية التحليل التنبؤي في دعم اتخاذ القرار داخل الشركات. وأوضحت أن التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي أتاحت إمكانية تحليل البيانات الضخمة بطرق غير مسبوقة، دون الحاجة إلى تنظيمها مسبقًا. كما أكدت أن منصات مثل Fabric وAzure AI Foundry تقدم حلولًا قوية تتيح للشركات استخلاص رؤى استراتيجية من البيانات بفعالية وسرعة.
تعزيز الذكاء الاصطناعي باللغة العربية
في إطار جهودها لدعم اللغة العربية، تعاونت “مايكروسوفت” مع المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية لتطوير نموذج ALLaM-2-7B، الذي يهدف إلى تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم ومعالجة اللغة العربية باستخدام سبعة مليارات معامل مختلف، مما يعزز من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية.
الذكاء الاصطناعي المسؤول وأمن البيانات
تولي “مايكروسوفت” أهمية كبيرة لمسألة الخصوصية والمسؤولية في استخدام الذكاء الاصطناعي. فقد وضعت الشركة مبادئ واضحة تشمل العدل، والأمان، والخصوصية، والشفافية، لضمان تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تتسم بالمسؤولية. كما تتعاون مع الحكومات والهيئات التنظيمية لضمان الامتثال للقوانين، مثل قانون تنظيم الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي.