الأمة/رغم كل محاولات الاحتلال الصهيوني،اجتثاث المقاومة الفلسطينية من جذورها كما كان يدعي منذ بداية عدوانه على غزة،إلا أنه رضخ في النهاية لمطالبها”..وأكد محللون سياسيون أن “الهدنة الإنسانية “مكسب وانتصار كبير للمقاومة وتحطيم لاسطورة أقوي جيش في المنطقة .
أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري على أن “حكومة نتنياهو لم تحقق شيئا من كل مطالبها السابقة والتي تمثلت بإطلاق سراح كل المحتجزين والأسرى بدون مفاوضات ولا مقابل، وتصورت أنها قادرة على تحقيق هذا الهدف عبر المجازر والإبادة والعقوبات الجماعية والضغط العسكري المكثف، كما أخضعت إطلاق سراح الأسرى للهدف الأساسي الذي أعطته الأولوية وهو القضاء على “حماس” التي صورتها مثل داعش، ومرة أخرى هذا كله لم يتحقق”.
وأضاف المصري،أن “عقد الصفقة لصالح المقاومة وهي تمكنها من التقاط أنفاسها وتنظيم صفوفها وهي بداية لنزول نتنياهو وأركان حربة عن رأس الشجرة العالية التي صعدوا إليها ولكنها لن تقود إلى وقف الحرب الآن، بل ستستأنف بعد الهدنة للسعي لتحقيق هدف الحرب غير القابل للتحقيق، ولكن هناك قوة دفع ستبدأ بالإقلاع تسعى لهدنة وراء هدنة وصولا إلى وقف الحرب”.
ولفت إلى أن “صمود المقاومة وتمسكها بشروطها التفاوضية وتكبيدها خسائر ملموسة لقوات الاحتلال الإسرائيلية واستمرار القصف للمدن الإسرائيلية، من أبرز العوامل التي انجحت الهدنة وقوت شوكتها”، وتابع “لا يمكن أن نتجاوز الانتفاضات الشعبية العالمية التي تركت بصمات على صنّاع القرار في العواصم الغربية بما فيها واشنطن”.
نجاح حماس:
أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق،أن “الهدنة بددت مصطلحات وغيرت مفاهيم وبدّلت أولويات، “ورغم أنها مؤقتة إلا أنها ترسم للجميع معادلات بالفعل عززتها المرحلة وباتت ملحة للجميع، وستكون باتجاه حل سياسي يطمح له الوسيط كما نجح في جغرافيا أخرى”.
واستفاض شارحا كلامه بالقول إن “قطر تسعى بجهدها المركزي لشق طريق ولو تمهيدية لفكرتها الأساسية والتي نجحت في تطبيقها سابقا في أفغانستان، وبالتالي التدرج الحالي في الهدنة نجاح كبير لهدفها الذي يتكون من عدة محطات قادمة وصولا للحل السياسي”.
لكن حماس “نجحت في تثبيت عدة مبادئ أبرزها أنها تدير القطاع، وأن إسرائيل فشلت في سحقها،بل تحولت إلى قوة مركزية يتم معها هدنة وتبادل وتفاصيل على الأرض”.
وأشار إلى أن “حماس” والمقاومة “كسرت بتبادل الأسرى ما أراد الاحتلال تثبيته في الساحة الدولية أن هناك رهائن لدى الحركة فبهذه الصفقة يظهر للعالم أن “إسرائيل” أيضا تحتجز أطفالا ونساء، وهذا نسف مباشر لرواية الاحتلال”.
ومن النجاحات للحركة كذلك “إدخال المساعدات وربط جغرافيا غزة من خلالها تحطيم لقرار الاحتلال بأن الجنوب فقط للمساعدات واللجوء، وفوق هذا كله إجبار الطيران والمراقبة والقصف على التوقف في كل غزة تعزيز لسيطرة حماس”.
الاحتلال الصهيوني في أزمة:
أما عزام نصر المختص بالشأن الإسرائيلي: إن إسرائيل أرادت هي ايضا هدنة، ولو ادعت في الاعلام عكس هذا، فهي تريد أن تهدأ من روع الرأي العام الداخلي الغاضب على فشلها حتى الان في اعادة أسير واحد من غزة، لذلك هي تريد أن توصل رسالة لأهالي المحتجزين أن الحكومة تعمل من أجل تحريرهم بكل الطرق وهذا للتغطية على سوء تعاملها مع الملف منذ البداية”.
وأضاف بأن “حكومة نتنياهو قبلت بالهدنة للتغطية على فشلها في عدم تحقيق أي من الأهداف المعلنة بسحق حماس وإعادة المأسورين وتغيير النظام في غزة”.
ولا يستبعد نصر أن تستفيد دولة الاحتلال من الهدوء الذي من المفترض أن يستمر 4 أيام على الاقل في “إعادة ترتيب أوراق المعركة البرية ومحاولة إنشاء بنك أهداف جديد على إثر التحرك على مدار أيام القادمة في غزة من جميع الأطراف”.
وأكد على أن دولة الاحتلال تسعى على الصعيد السياسي لرضا الأمريكي الذي يدعمها، “حيث تعاني الآن إدارة بايدن من صفعة شعبية وتراجع تأييد وانقسامات وانتقادات، وبالتالي إسرائيل اعتبرتها هدية لهم، وهي تحاول تخفيف الضغط الدولي والفضيحة بشأن قصف النساء والأطفال في غزة والجريمة المستمرة”.