محمد العنبري يكتب: الانتماء الحقيقي
الانتماء الحقيقي ليس مجرد شعور عابر أو كلمات تردد في المناسبات الوطنية بل هو جذور راسخة في أعماق الروح وشعور ينساب في الشرايين كدفق الحياة
إنه ارتباط يتجاوز الحدود الجغرافية والطائفية والمذهبية والاختلافات الفكرية إنه الشعور بالانتماء للوطن، الهوية الجامعة،
التي تتجاوز كل التصنيفات الضيقة.
الوطن هو تلك الأرض التي حملتنا منذ أن كنا أطفالاً وهو الحضن الذي احتوانا بأمانه وسكينته على ترابه
درجنا أولى خطواتنا وفي المدارس تعلمنا أولى حروفنا ومن سنابله أكلنا ومن ينابيعه شربنا كيف لا يكون هذا الوطن هو الانتماء الأول والأخير؟
إن الهوية اليمنية ليست مجرد بطاقة تعريف بل هي قصة عمرٍ وذاكرة هي الحنين الذي يهز القلوب لملاعب الطفولة لمقاعد الدراسة
التي كنا نجلس عليها صغاراً نحلم بالمستقبل ونبني الطموحات
كم نشتاق إلى تلك اللحظات التي كنا نقف فيها صباحاً في ساحات المدارس نقدم التحية للعلم بكل إجلال واحترام
ننشِد أغانٍ تنبع من القلب تعكس حبنا لهذا الوطن الذي يجمعنا.
الانتماء الحقيقي
الانتماء الحقيقي للوطن يعني أن تكون الهوية اليمنية هي المحور الذي يدور حوله الجميع هذه الهوية ليست مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع
بل هي جوهر حياتنا وروح تماسكنا عندما نضع انتماءنا اليمني فوق كل اعتبار
ننطلق نحو بناء وطن قوي لا يتأثر برياح الطائفية أو المصالح الخارجية.
ليس هناك ما هو أعظم من أن نُخلص لهذا الوطن بقلوب نقية وأن نبتعد عن النزاعات الصغيرة التي تضعفنا وتشتت وحدتنا
لا يجب أن يكون هناك مكان للطائفية أو المذهبية أو الولاءات
التي تستند إلى آراء خارجية الخير للوطن ينبع من الداخل من أيدينا وعقولنا وجهودنا المشتركة.
حين نتذكر طفولتنا تعود بنا الذاكرة إلى تلك الأيام الجميلة التي كنا فيها أبناء الوطن الواحد لا تفرقنا المسميات
ولا تبعدنا الأيديولوجيات كنا نضحك ببراءة ونخطط لمقالبنا البريئة ونشارك ألعابنا وأحلامنا
تلك اللحظات كانت تجسيداً حقيقياً للوطن الذي لا يتجزأ وللهوية التي لا تعرف الانقسام.
ألم تهزكم مشاعر الحنين إلى ملاعب الطفولة؟ ألم تطير بكم الذاكرة إلى تلك الأيام
التي كنا فيها صفاً واحداً ننشد “بلاد العرب أوطاني” ونحلم بوطن عربي كبير يعمه السلام والوحدة؟
التحدي الأكبر
إن التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم هو أن نتخلص من سلبيات الماضي التي أعاقت تقدمنا يجب أن نتجاوز الأخطاء
وأن نستلهم العبر من التجارب الوحدة حول الهوية اليمنية هي الحل الذي يمكننا من مواجهة التحديات.
الانتماء الحقيقي يعني أن نعمل بجد وإخلاص من أجل هذا الوطن أن نقدم الخير له
وأن نضع مصلحته فوق كل اعتبار الخير لا يأتي من الشرق أو الغرب ولا من العرب أو العجم بل ينبع من إرادتنا نحن.
أخي إن كنت تنتمي لهذا الوطن فأنا أنت وأنت أنا نحن شركاء في هذا المصير وعلينا أن نعمل معاً لتحقيق الخير لوطننا
لا مكان للطائفية ولا للمصالح الضيقة التي تفرقنا الهوية اليمنية هي عشق الجميع وهي الراية التي يجب أن تجمعنا تحت ظلها.
لنقف معاً يداً بيد لنحقق الحلم الذي طالما راودنا بأن يكون وطننا قوياً آمناً، ومزدهراً هذا هو الانتماء الحقيقي
وهذه هي الهوية التي تستحق منا كل التضحية والعمل.
الانتماء الحقيقي للوطن هو أسمى معاني الحب والإخلاص إنه أن نحلم معاً ونعمل معاً
ونواجه التحديات معاً من أجل وطن يزهو بهويته
ويعلو بقيمه فلنكن نحن التغيير الذي نريد أن نراه ولنظهر للعالم أن اليمن قادر على أن ينهض بأبنائه
وأن مستقبله مشرق بهويتهم ووحدتهم.