عندما نتحدث عن الحرية، فإننا نشعر بالإعجاب والإعجاب العميق تجاهها فهي تمثل قيمة عظيمة تعتبر ركناً أساسياً في بناء العالم الحديث إنها تعبر عن القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بنا وتحقيق الذات وتحقيق التقدم والتطور. ومع ذلك، يجب علينا أن نتساءل عما إذا كانت الحرية سلاحاً ذو حدين.
إن الحرية الحقيقية هي تلك التي تحترم حقوق الآخرين وتسعى لخلق مجتمع عادل ومتسامح ولكن عندما يتم استغلال الحرية بشكل خاطئ، فإننا نجد أن جمالها يتحول إلى فتنة، وكرامتها تصبح سبباً للجرائم والانقسامات الاجتماعية.
للأسف، يتعرض مفهوم الحرية في العصر الحديث إلى تشويه جسيم فقد أصبحت الحرية أداة في يد بعض الدول القوية المستعمرة المجرمة والعصابات الإرهابية، وحتى في يد بعض الأفراد المنحرفين يتم استغلال اسم الحرية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والتسبب في تشريد الشباب وترميم النساء وتدمير الأوطان.
إن هذا الاستغلال الخاطئ للحرية يسبب الكثير من الأذى والدمار، ويؤثر بشكل سلبي على صورة الحرية وقيمتها الإنسانية فبدلاً من أن تكون رمزًا للتقدم والتنمية، أصبحت تلك الكلمة تحمل معها سموم العنف والتخريب.
لذلك، فإنه من الضروري أن نعيد تعريف وترميم مفهوم الحرية يجب أن نعمل على تعزيز الوعي بأهمية استخدام الحرية بشكل مسؤول وفعال يجب أن نتعلم كيف نحمي حقوقنا وحرياتنا دون المساس بحقوق الآخرين وعلى الصعيد العالمي، يجب أن نعمل على مكافحة القوى الاستعمارية المجرمة والعصابات الإرهابية التي تتلاعب بمفهوم الحرية لتحقيق أجنداتها الشخصية.
إن الحرية هي قوة إنسانية عظيمة، ولكن يجب أن نكون حذرين في استخدامها إن استغلالها بشكل سلبي يؤدي إلى الكثير من الأذى والدمار لذا، فلنتعلم كيفية استخدام الحرية بشكل حكيم ومسؤول، ولنعمل معًا لتعزيز قيم العدالة والتسامح والتقدم للبشرية في مجتمعاتنا.
محمد العنبري – اليمن
