
ألا.. إن عصا الله لا تُصوِّتُ (كما يقول المثل الأردي المعروف)
كما تدين تدان
كما تزرع تحصد
إن الله يمهل ولا يهمل
ويُنسىء ولا ينسى…
ولا يظلم ربك أحدًا..
إسرائيل الملعونة تمطر النار على غزة منذ ما يقارب سنتين.. وتمارس فيها ما تمارس من الأفاعيل والجرائم ما لم تشهد له الدنيا مثالًا لا ماضيًا ولا حاضرًا..
إنها شنائع وفظائع، تعجز القواميس والمعاجم -بكل لغاتها، وعلى كثرتها وضخامتها- عن وصف بشاعتها وشناعتها حق الوصف، وتصوير همجيتها وبربريتها كل التصوير..
فظائع مهولة مروعة لم تخطر على بال أكبر سفاح وأظلم ظالم عبر تاريخ الدنيا المليء بالفراعنة والجبابرة، والقياصرة والأكاسرة..
على أن هذه الفظائع الإسرائيلية الجهنمية، وآهات الثكالى، وصرخات اليتامى، ونداءات المظلومين لم تحرك للجيران أو الشركاء في المصير والدين والدم ساكنًا، ولا أقضّت لهم مضجعًا، ولا طيرت لهم نومًا، ولا أرقت لهم ليلًا.. بل ظلوا منهمكين في نشاطاتهم، وفي لهوهم ولعبهم.. كأن لم يقع شيء.. وكأن كل شيء حولهم طبيعي وعلى ما يرام..
وإلى الله المشتكى.. ولعل الله يوقظهم عما قريب…
على كل.. يبدو أن عذاب الله على إسرائيل قد بدأت منذراته.. إذا لم نقل: مبشراته…!
فكما يعلم القراء أن النار تلف إسرائيل لفًا.. وتحاصرها محاصرة.. وتشرد أهلها تشريدًا.. وتضطرهم إلى أن يهجروا منازلهم ناجين بأنفسهم من النار..
حالة الطوارئ القومية في إسرائيل
والعجيب أن هذه النار تستهدف مناطق اليهود المستوطنين، ولا تمس مناطق المواطنين الأصلاء شيئًا ما..
في إشارة من الله واضحة منذرة أن النار ليست نارًا طبيعية.. وإنما هي نار العقاب والعذاب.. نار الثأر والبطش {وإن بطش ربك لشديد}..
وقد أُعلنت حالة الطوارئ القومية في إسرائيل، التي تشحذ الأسرة الدولية أن تساعدها في الخروج من محنتها هذه…
إن مما يدل على كون هذه الحرائق -التي تشتعل في إسرائيل- عذابًا من الله، أن النار تخرج من جذور الأشجار..
وهذا شيء غريب جديد لم نسمع به قط..
الشجر إذا جفت ويبست.. وعادت حطبًا.. فيمكن أن تشب فيها النار لشدة الحرارة، أو إذا أشعلت فيها النار…
أما أن تشتعل النار في جذور الأشجار الحية الخضرة النضرة ومنابتها، وتنتشر وتحولها رمادًا..
فذاك العقاب حقًّا..
إسرائيل تحرق غزة بالصواريخ
إسرائيل تحرق غزة بالصواريخ والقنابل التي تمطر الحمم والنار على أهلها.. فهم يحترقون بها وهم أحياء..
وقتلت آلافًا من الأبرياء من الأطفال والشيوخ والرجال والنساء بلا رحمة ولا هوادة.. قتل الحشرات والذباب والبعوض..
وحولت غزة أطلالًا وأنقاضًا..
فإلى متى يصبر ربك على هذا الظلم الفاحش..
والآن قد بدأت علامات غضب الرب..
الآن سينتقم الله لعباده المظلومين الذين طال امتحانهم..
اللهم عليك بإسرائيل الطاغية العاتية، المحتلة الغاصبة.. اللهم دمرها تدميرًا.. وصب عليها غضبك، وأنزل عليها بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين..
اللهم آمين يا رب العالمين!
(ليلة السبت: ٤ من ذي القعدة ١٤٤٦ھ = ٢ من مايو – أيار – ٢٠٢٥م).