محمود الشاذلي يكتب: الصديق العابر
كُلٌ منا أثناء السير في الطريق يمر بالكثير من العابرين؛ نلتقي بهم في القطار، في المناسبات، وفي مختلف الأماكن.
هؤلاء العابرون جزء من حياتنا اليومية، تراهم كل يوم وربما تتبادل معهم بضع كلمات، لكنهم يبقون (مجرد عابرين) في طريقك.
لكن مَن هو الصديق الحقيقي مِن بين هؤلاء العابرين؟ الصديق الحقيقي هو من يسير معك الطريق حتى نهايته، في الأوقات الحلوة والمرة.
هو الشخص الذي عندما تقع، يكون أول من يسندك.
عندما تمرض، يكون أول من يهتم بك.
وعندما تبأس، لا ترى سواه بجوارك.
هو ذاك الذي «لا تغيّره الدروب مهما طال الطريق»، ولا تهزّه أقوال السفهاء عنك.
لا تتغير مشاعره تجاهك مع المواقف التي تمر بها، لأنه حقًا صديق.
القول المأثور «اختر الصديق قبل الطريق» يجسّد هذه الفكرة بعمق؛ فالصديق الحقيقي هو العمود الفقري الذي يدعمك لتحقيق أحلامك، ويساعدك على النهوض من تعثراتك.. يفرح لفرحك ويحزن لحزنك.
هكذا يكون الأصدقاء الحقيقيون؛ فهم قليلون لكن قيمتهم لا تُقدّر بثمن.
لذلك، لا تفرح بكثرة الناس حولك، ولا تنخدع بالمظاهر. تذكّر دائمًا، «ليس كل عابرٍ صديق».
اختر أصدقائك بحكمة، لأنهم سيشكّلون جزءًا كبيرًا من حياتك.
الصديق الحقيقي نعمة، وإذا وجدته، فقد وجدت الكنز.