حواراتسلايدر

السفير معصوم مرزوق: لابد من خفض التوتر في البحر الأحمر

حوار: السيد التيجاني

قال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«جريدة الأمة الإلكترونية ” أن الهدف من تشكيل تحالف دولي لحركة الملاحة  في البحر الأحمر وتعزيز الأمن.

وأضاف: لابد من مواجهة جذور المشكلة بكل شجاعة ، وتوفير إطار سياسي مقبول يسهم في خفض حرارة التوتر لمجابهة اشتعال المنطقة فأن أي توتر علي هذا الممر يؤثر علي إقتصاد العالم  ولقد أصبح النقل البحري عبر البحر الأحمر تقريبا في حالة شلل كامل.

وأكد مرزوق علي إن المشهد الميداني في غزة لا يزال يعكس حقيقة أن إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي قد نالت هزيمة إستراتيجية وأنها لم تبرأ من هذه الهزيمة حتي الآن وعلي المستوي التكتيكي أيضا تخسر العديد من المعارك.

أما بشأن تهجير سكان غزة لمصر يوضح مرزوق: مصر لن تقبل بإي نقل لسكان غزة لأن عملية التهجير من جرائم الحرب كما أن القطاع أرض فلسطينية لابد أن يفهم المجتمع الدولي أننا والشعب العربي لن نسمح بنكبة أخري للفلسطينيين.

وإلي نص الحوار 

أمريكا تسعي لتشكيل تحالف دولي بهدف حماية الملاحة في البحر الأحمر.. بنظرك هل هذا السبب الحقيقي والوحيد ام هناك مآرب أخري ؟

■■ التحالف المزمع تأسيسه وفقا لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي في زيارته الحالية للشرق الأوسط ، ووفقا لما أعلنه الوزير ، يضم التحالف الجديد أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنرويج وجزر سيشل والبحرين “بهدف ضمان حرية الملاحة البحرية لكل البلدان ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين” وذلك فيما يبدو هو الهدف الوحيد حتي الآن.

■.هل التحالف المزمع انشاؤه لمواجهة الحوثي يشعل المنطقة؟

■■ المنطقة مشتعلة بالفعل ، ويفترض أن ذلك التحالف يهدف إلي إطفاء جزء من الحريق ، ولكن الإكتفاء به وحده سيكون بلا جدوي ، فلابد من مواجهة جذور المشكلة بكل شجاعة ، وتوفير إطار سياسي مقبول يسهم في خفض حرارة التوتر .

■■ يبدو أن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين من خلال عمان وبعض الوسطاء الآخرين.. لماذا لم تفتح قنوات دبلوماسية لحل الأزمة بدلاً من الذهاب مباشرة لتشكيل تحالف دولي؟

■■ أتصور أن الطريقين مفتوحان ، وكل طريق يؤدي إلي الآخر ، لأن الدبلوماسية تحتاج بلا شك إلي بعض العضلات كي تحقق إنجازا ، ولعل الجانب الدبلوماسي يفتح زاوية إضافية في تناول الأوضاع في فلسطين .

في ظل هذا التطور ما الانعكاسات المتوقعة من اليمن وباقي دول المنطقة.. وتأثيره علي الحرب في غزة؟

■■ حوالي 12% من التجارة العالمية يعبر البحر الأحمر ، بما تصل قيمته إلي مليارات الدولارات ، وبالتالي فأن أي تأثير علي هذا الممر يؤثر علي إقتصاد العالم  ولقد أصبح النقل البحري عبر البحر الأحمر تقريبا في حالة شلل كامل .

وقد أعلنت أغلب شركات النقل البحري الكبري تحويل رحلاتها لتصبح حول رأس الرجاء الصالح ، وكان آخرها شركة البترول البريطانية التي أعلنت التوقف عن شحن البترول والغاز من المنطقة حتي إشعار آخر .

وازداد التأمين علي السفن التي تعبر البحر الأحمر ،وقد كانت قيمة التأمين تبلغ 0.07% من قيمة السفينة في أول ديسمبر ، ولكن تزايدت هذه التقنية تدريجيا إلي 0.5%-0.7% مؤخرا ، وذلك ينعكس بدوره علي اسعار السلع المشحونة

ومن المتوقع بناء علي ذلك أن ترتفع أسعار البترول والغاز الطبيعي ، وربما إلي درجة لا يتوقعها أحد إذا استمر الوضع علي حاله .

كيف تقرأ موقف المملكة السعودية من هذا التحالف في ظل التقارب مع اليمن ؟

■■ أظن أنها تبارك هذا التحالف ، وربما التحقت به بشكل مباشر أو غير مباشر ، لأن السعودية تعتبر وجود التنظيم الحوثي علي جنوبها تهديد لأمنها القومي .

بعد 74 يومآ من الحرب علي غزة كيف تري بخبرتك العسكرية المشهد الميداني للحرب ؟

■■ المشهد الميداني لا يزال يعكس حقيقة أن إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي قد نالت هزيمة إستراتيجية بغض النظر عن ما يحدث علي الأرض وأنها لم تبرأ من هذه الهزيمة حتي الآن ، وبدلا من أن تدرس النتائج السياسية المترتبة علي هذه الهزيمة ، فأنها تتصرف بدوافع إنتقامية وصلت إلي حد الجنون في سفك دماء الأبرياء ، وتدمير أسباب الحياة في قطاع غزة .

لذلك فأنها ، وعلي المستوي التكتيكي أيضا تخسر العديد من المعارك ، فضلا عن أنها تخسر معركة الصورة علي مستوي العالم كله.

وكما توقعت عندما تواجه إسرائيل رجل لرجل فإنها دائمآ الخسارة وشهدنا هذا في حرب 6 أكتوبر 73 وأيضا أثناء الهجوم البري علي القطاع رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه من دماء المدنيين من الأطفال والنساء.

ماذا عن المقاومة في نظرك؟ 

■■ المقاومة تسير وفق إستراتيجية وجدول واضح جدآ قد أحسنت التخطيط له بينما وزير الدفاع الإسرائيلي ما قوله يدلوعلي حالة التخبط سواء في الاستراتيجية أو التكتيك

هل الاحتلال بحاجة إلى هدنة جديدة ولماذا؟

■■ من الواضح تزايد الضغوط الداخلية علي الحكومة الصهيونية للتفاوض بشأن شروط هدنة جديدة تضمن إخلاء سبيل عدد آخر من الأسري.

وموقف المقاومة حاليا يرفض اي هدنات أخري ، وإنما وقف كامل لإطلاق النار ، وانسحاب من غزة ، وترتيبات تتعلق بإعادة الإعمار وفك الحصار .. إلخ .

مع الضغوط الدولية التي تواجهها مصر.. هل تقبل باستضافة أعداد كبيرة من الفلسطينيين علي أراضيها وتكون بداية نكبة جديدة أم لا؟

■■ مصر رسميًا أعلنتها بشكل واضح يقطع أي شك فيه بأنها لن تقبل بإي نقل لسكان غزة لأن عملية التهجير من جرائم الحرب كما أن القطاع أرض فلسطينية لابد أن يفهم المجتمع الدولي أننا والشعب العربي لن نسمح بنكبة أخري للفلسطينيين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى