الأمة| بينما تواصل إسرائيل غزوها البري لمدينة غزة وتتصاعد الدعوات لوقف إطلاق النار في الأسبوع السادس من الحرب، فإن المستشفيات تدفع إلى حافة الانهيار، في حين كان يلجأ إليها آلاف الأشخاص الذين نزحوا بسبب الضربات إلى المستشفيات، لكن المسؤولون الإسرائيليون يزعمون أن حماس تستخدمونهم كدرع لعملياتهم العسكرية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن “النظام الصحي في غزة يركع على ركبتيه”، موضحا أن نصف المستشفيات البالغ عددها 36 مستشفى في قطاع غزة وثلثي مرافق الرعاية الصحية الأولية لم تكن تعمل.
فقدان الاتصال مع مستشفى الشفاء
وفي تطور آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية الليلة الماضية أنها فقدت الاتصال مع جهات الاتصال التابعة لها في مستشفى الشفاء بغزة. وتتكهن منظمة الصحة العالمية بأن اتصالاتها ربما انضمت إلى “عشرات الآلاف من النازحين الفارين من المنطقة” بسبب الهجمات المتصاعدة على المستشفى.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن “مخاوفها البالغة”، وسلطت الضوء على الوضع الخطير الذي يواجهه العاملون في المستشفى والمرضى، بما في ذلك الأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة والأفراد النازحين المحاصرين وسط الصراع المستمر. ودعت المنظمة إلى “وقف فوري لإطلاق النار في غزة” باعتباره الوسيلة الوحيدة لحماية الأرواح وتخفيف المعاناة المتصاعدة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، كررت منظمة الصحة العالمية نداءها لمزيد من “عمليات الإجلاء الطبي المستدامة والمنظمة ودون عوائق والآمنة” للمرضى المصابين بجروح خطيرة والمرضى. وشددت المنظمة بشكل خاص على ضرورة توجيه عمليات الإجلاء هذه نحو مصر عبر معبر رفح.
توقف مستشفى القدس عن العمل
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى القدس في شمال قطاع غزة قد توقف عن العمل بسبب نفاد مخزون الوقود لديه. وكشفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، أن الطواقم الطبية تواجه مهمة صعبة تتمثل في علاج المرضى في ظل انقطاع الكهرباء، وسط ظروف إنسانية مزرية تفاقمت بسبب نقص الإمدادات الطبية والغذاء والمياه.
وسلط البيان المنشور على منصة التواصل الاجتماعي X، الضوء على الوضع غير المستقر في مستشفى القدس، ووصفه بأنه ترك ليتدبر أمره بنفسه وسط القصف الإسرائيلي المستمر. وهذا يشكل مخاطر شديدة على الطاقم الطبي والمرضى والمدنيين النازحين داخل المنشأة.
إجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء
أعلن الجيش الإسرائيلي التزامه بالمساعدة في إجلاء الأطفال حديثي الولادة من مستشفى الشفاء في غزة إلى منشأة أكثر أمانًا.
وكشفت بي بي سي ووسائل إعلام أخرى من المستشفى عن وجود ما لا يقل عن 20 رضيعًا في غرفة العمليات الجراحية في المستشفى المحاصر الذي تطوقه القوات الإسرائيلية.
وتشير التقارير الواردة من مجموعة الأطباء إلى أن طفلين خدّجين قد استسلما للظروف الصعبة التي تفاقمت بسبب نقص الكهرباء في مستشفى الشفاء، وكشف أحد الجراحين سابقًا أن المنشأة واجهت نقصًا في الماء والغذاء والكهرباء. تعتبر عملية إجلاء عشرات الأطفال من وحدة العناية المركزة عملية حساسة بطبيعتها، خاصة في ظل الأعمال العدائية الحالية في شمال غزة، حيث يقع مستشفى الشفاء.
وبينما تعرب إسرائيل عن التزامها بتسهيل عملية الإخلاء، لا يزال طاقم المستشفى غير متأكد من التفاصيل، ويحذر رئيس قسم الجراحة في مستشفى الشفاء من أن المستشفيات الأخرى في المنطقة تفتقر إلى الخبرة والمرافق اللازمة لرعاية 37 طفلاً كانوا في البداية في وحدة حديثي الولادة قبل انقطاع التيار الكهربائي.
وينفي الجيش الإسرائيلي شن هجمات مباشرة على المستشفى لكنه يعترف بالاشتباك مع مقاتلي حماس في المنطقة، متهمًا المجموعة بالعمل من أنفاق أسفل المنشأة الطبية واستخدام المدنيين والمرضى كدروع بشرية.
ممرات إخلاء إسرائيلية لمرضى مستشفيات غزة
وبينما تقول إسرائيل إنها تحافظ على وجود طريق خروج آمن للمرضى، بما في ذلك أولئك الذين يلتمسون اللجوء في مستشفى الشفاء، للسفر جنوبًا إلى غزة. ومع ذلك، فإن القتال العنيف في المنطقة المجاورة والتقارير التي تفيد باستهداف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم تثير مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة بين الموجودين داخل المستشفى.
تم الإعلان عن ممر إخلاء من مستشفى الشفاء إلى الطريق الرئيسي جنوب قطاع غزة، حيث حث الجيش الإسرائيلي الناس على الانتقال إلى جنوب قطاع غزة، وتم تأكيد وقف مؤقت للقتال حول جباليا، مما يوفر فرصة محدودة للإخلاء، وغادر مئات المرضى والمقيمين في المستشفى وما حولها إلى أماكن أكثر أمانًا باستخدام ممر الإخلاء.
وشدد المتحدث العسكري الإسرائيلي ليبي فايس على أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف مستشفى الشفاء ولكنه يرد على النيران التي أطلقتها حماس على مقربة منه، وتم الاعتراف بالظروف الصعبة للمستشفى، بما في ذلك نقص المياه والغذاء والكهرباء، مع التزام إسرائيل بإجلاء الأطفال إلى مستشفى أكثر أمانًا لتجنب المزيد من الضرر للرضيع.
وفي حديثه مع دانا باش على قناة CNN يوم الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “خصصت طرقًا تؤدي إلى منطقة آمنة جنوب مدينة غزة”، صرحت قوات الدفاع الإسرائيلية بأنها فتحت ممرات من ثلاثة مستشفيات في شمال غزة لإجلاء المدنيين، لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من تأكيد حدوث عمليات الإجلاء. وقال نتنياهو: “أعتقد أن أي خسارة في صفوف المدنيين هي مأساة ويجب إلقاء اللوم بشكل مباشر على حماس”.
قصف مكتب تابع للأمم المتحدة
أعلن أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن أحد مكاتب المنظمة في مدينة غزة تعرض للقصف ليلاً، وأدى الهجوم إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين الذين لجأوا إلى المبنى.
معبرًا عن غضبه، أدان أخيم شتاينر الحادث قائلاً: “هذا خطأ بكل المقاييس”،وفي منشور تمت مشاركته على منصة التواصل الاجتماعي X، أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وحرمة مرافق الأمم المتحدة.
تحذير إسرائيلي لحزب الله مع تصاعد التوترات
وفي خطاب متلفز، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله، الميليشيا المدعومة من إيران، من بدء الحرب، مؤكدا على العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على لبنان. وردا على خطاب سابق للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أكد نتنياهو أن أي حرب ستحدد مصير لبنان.
وقد استخدم وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي تابع خطاب نتنياهو، لغة أقوى في تحذيراته للبنان وحزب الله. وكشف غالانت أن سلاح الجو الإسرائيلي ينشط حاليًا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما يؤكد استعداد الجيش لأي تصعيد محتمل.
ووجّه غالانت رسالة صارخة إلى المواطنين اللبنانيين، قال فيها: “على المواطنين اللبنانيين أن يعلموا أنه إذا أخطأ نصر الله، فإن مصير بيروت قد يكون مثل مصير غزة”.
هجوم لبناني مكثف على إسرائيل
وأعلن حسن نصر الل أمين عام حزب الله، في خطابه الثاني، عن هجوم مكثف ضد إسرائيل في الأسبوع الماضي، مؤكدا على الهجمات المستمرة من جنوب لبنان، وأشار إلى هذه الإجراءات باعتبارها “جبهة دعم” وكشف عن استخدام أسلحة مثل الطائرات بدون طيار المتفجرة وصاروخ يحمل حمولة متفجرة تتراوح ما بين 300 إلى 500 كجم، ويضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.
وفي خطابه المتلفز، تطرق نصر الله أيضًا إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها الميليشيات ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، فضلاً عن تصرفات المتمردين الحوثيين في اليمن. وأوضح أنه في حين أن هذه الجماعات، بما في ذلك حزب الله، جزء من “محور المقاومة” في المنطقة الذي تدعمه إيران، فإن طهران تقدم الدعم السياسي والعسكري والمالي لكنها لا تتخذ قرارات نيابة عنها.
وبدأت إسرائيل مهاجمة غزة بسبب هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 1200 إسرائيلي، وأسر أكثر من 200 آخرين، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وتقول إسرائيل إنه حتى يتم إطلاق سراح الرهائن، لا يمكن وقف إطلاق النار، لكنها “هدنة إنسانية” لمدة أربع ساعات يوميا، بعد السماح بتدخل الولايات المتحدة وقطر منذ يوم الجمعة. وتفيد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 11 ألف شخص قتلوا في غزة منذ ذلك الحين.