مقالات

مصطفى البدري يكتب: الغربة وسنينها؟!

من ضيق الغربة ولأوائها أنك لا تشعر بطعم السكن ولا الطمأنينة والاستقرار!!

فمنذ أن خرجت من مصر (مجبرًا مكرهًا) قبل قرابة العشر سنوات تنقلت بين عدد من البيوت بلغ أقل من  العشرين بقليل (فندقي / مفروش / خالي – خارج اسطنبول / داخلها – في مناطق وسط البلد / باشاك شهير وما حولها).

وفي كل مرة كان الإيجار يزيد بنسبة قابلة للتحمل؛ إلا آخر مرتين.. فقد زاد الأمر عن حيز الاستطاعة ولو بمضاعفة جهود العمل!! ولولا فضل الله ورحمته ثم ما قام به إخوة كرام من إعانة وإنعام لما كان ممكنًا أصلًا (والحمد لله الكريم المنان).

ورغم أن هذا الأمر شاق ومؤلم جدًا.. إلا أنه لا يساوي شيئًا بجوار حالة الاضطراب النفسي التي تصيب المرء عندما ينتقل من مكان إلى آخر في حال الغربة.

لأنه يعيدك إلى نقطة الصفر التي مررت بها قبل هذه السنوات العشر.

فبعدما تعرفت على الجيران وتجاوزت حواجز خوفهم من الأجانب وتأقلمت مع عنصرية بعضهم وألِفْت أهل المسجد وألفوك…. كل هذا يهدم وتعيد الكرّة من جديد!!

طبعًا هذه الأمور تتجاوزها بسرعة إذا كنت في بلدك وسط أهلك وإخوانك ومن يتكلمون لغتك وقد تربوا على نفس قيمك ومبادئك.

ولئن كان الحال في حد ذاته مؤذيًا مضرًّا بهذه الدرجة.. فكيف إذا حدث وقت اضطرابات وضغوط أمنية يتعرض لها كل الأجانب داخل البلد في هذا التوقيت؟!

هذه هي الدنيا يا إخواني؛ يتقلب فيها العبد بين أنواع البلاءات حتى يظن أنها مهلكته.

ورحم الله من قال:

إن لله عبادًا فُطَنا … طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا … أنها ليست لِحَيٍّ وطنا

جعلوها لُجّةً واتخذوا … صالح الأعمال فيها سُفُنا

وأخيرًا.. أعتذر بشدة لكل من حاول التواصل معي خلال الشهر الماضي؛ فقد كنت في دوامة البحث عن سكن جديد والانتقال إليه.

ولعلي أستعين بالله وأحاول استدراك ما فاتني من الرسائل والاتصالات، ومن لم أتمكن من الوصول إليه أو الرد على رسالته فليسامحني مشكورًا مأجورًا.

مصطفى البدري

باحث وداعية إسلامي. عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية. مراجع لغوي بالرابطة العالمية للحقوق والحريات، والندوة للحقوق والحريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى