أقلام حرة

مصطفى عبد السلام يكتب: صهيوني.. جزار بدرجة وزير مالية

 صهيوني.. جزار بدرجة وزير مالية.. إنه بتسلئيل سموتريتش.. زعيم الحزب الديني القومي الصهيوني،

وسياسي ومحام إسرائيلي من أقصى اليمين، وعضو سابق في الكنيست عن البيت اليهودي ويمينا، وناشط ينتمي لليمين المتطرف،

صهيوني حتى النخاع، متطرف وعنصري لأقصى الحدود، يدعو دوماً لإبادة الفلسطينيين واحتلال كل شبر في فلسطين وإعادة احتلال ما هو محرر منها.

بل ويدعو لأن تكون إسرائيل دولة تخضع للقوانين الدينية وتشمل كل أراضي فلسطين.

يذكّر في إجرامه بجزار البوسنة والهرسك راتكو ملاديتش، الذي يقف وراء مذبحة سربرنيتسا في العام 1995 وجريمة الإبادة الجماعية هناك

والتي راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم أغلبهم من الشيوخ والأطفال، على يد قوات صرب البوسنة.

بل إن جرائم سموتريتش تنافس عتاة المجرمين أمثال هتلر وموسوليني وستالين وعيدي أمين وغيرهم من الطغاة.

فهو واحد من أبرز الذين يقفون وراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ نحو 16 شهراً

وأدت إلى استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير القطاع بالكامل.

لم يعبأ بتسلئيل سموتريتش بالأزمة المالية

بتسلئيل سموتريتش، القادم أهله من أوكرانيا وولد في الجولان المحتل، ترك مهمته الرسمية

وهي إدارة المالية الإسرائيلية من إيرادات ومصروفات ودين عام وتنمية الموارد وعلاج عجز الموازنة العامة وغيره،

وأوكل شأن إدارة وزارة المالية لمساعديه ومستشاريه.

ولم يعبأ كثيراً بالأزمة المالية الحالية التي تواجهها دولة الاحتلال جراء خسائرها منذ بداية حرب الإبادة على غزة والبالغة قيمتها 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار)،

حتى نهاية عام 2024، وفق تقديرات بنك إسرائيل، والخسائر الفادحة الأخرى التي تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي وأنشطته المختلفة من سياحة واستثمارات وتجارة وغيرها،

وسار على خطى وزراء المالية العرب في علاج عجز الموازنة العامة وتراجع الإيرادات من جيب المواطن العادي عبر زيادة الضرائب والرسوم وخفض الإنفاق الحكومي العام.

ترك سموتريتش كل ذلك، فهناك مهمة “مقدسة” واحدة من وجهة نظره يعمل عليها بكل ما أوتي من قوة وسلطة هي إبادة كل ما هو فلسطيني،

ولذا تفرغ لتدمير غزة والقضاء على أهلها، وطالب أكثر من مرة بمحو القطاع من على الخريطة، وإعادة احتلال غزة والضفة الغربية بالكامل،

وتوسيع رقعة دولة الاحتلال، وزيادة عدد المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة،

وعارض بشدة قيام الدولة الفلسطينية حتى بشكلها الحالي منقوص السيادة، وأنكر وجود الشعب الفلسطيني من الأصل.

حرب إبادة شاملة ضد كل ما هو فلسطيني

ولأنه يقود وحكومته حرب إبادة شاملة ضد كل ما هو فلسطيني فقد عرقل بتسلئيل سموتريتش صفقة وقف إطلاق النار في غزة طوال أكثر من عام بمعاونة وزير الأمن القومي الإسرائيلي وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير،

وأفشل مرات عدة صفقة تبادل الأسرى بين دولة الاحتلال وحركة حماس،

وقبل أيام دعا لفتح “أبواب الجحيم” على غزة حتى استسلام المقاومة الكامل وعودة جميع الأسرى.

وعندما لاحت في الأفق بوادر صفقة وقف إطلاق النار غضب سموتريتش كالثور الهائج مهدداً ومتوعداً الجميع،

واعتبر أن “الصفقة كارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل،

ولن نكون جزءاً من صفقة استسلام تتضمن إطلاق سراح كبار الإرهابيين ووقف الحرب ومحو الإنجازات التي تم تحقيقها بدماء كثيرة،

والتخلي عن العديد من المختطفين”، وفق تعبيراته، بل اعتبر أن الموافقة على الصفقة تعني استسلام إسرائيل وخسارتها الحرب.

تدمير الاقتصاد الفلسطيني وخنق الفلسطينيين

سموتريتش استخدم منصبه الحكومي في محاولة تدمير الاقتصاد الفلسطيني وخنق الفلسطينيين مادياً

وحرمانهم من مواردهم وأموالهم بما فيها أموال المقاصة،

ومن وقت لآخر يصدر أوامر بوقف كل تحويلات أموال مقاصة الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، أو مصادرة أجزاء منها،

بل خصّص 960 مليون دولار (ربع إجمالي مخصصات وزارة النقل)، في ميزانية إسرائيل لعام 2024

لتمويل تدشين شبكة طرق سريعة تربط دولة الاحتلال بالضفة الغربية،

ومنع الأموال المخصصة للمدن الواقعة في أراضي 48 والبرامج التعليمية في القدس المحتلة.

سيذهب بتسلئيل سموتريتش وحكومته العنصرية والمتطرفة ودولته المحتلة، إسرائيل، إلى مزبلة التاريخ شأن كل محتل غاصب،

وستظل غزة وفلسطين باقية. هكذا يقول التاريخ الذي يفرض نفسه على الجميع.

مصطفى عبد السلام

كاتب صحفي مصري، وخبير اقتصادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights