مصطفى عبد السلام يكتب: في مسألة الانتخابات الأميركية
صحيح أن ملايين العرب يمطون شفاههم شبرا قائلين: «مالنا والانتخابات الأميركية»، لكن نظرة فاحصة للأمور تجد أن لنا الكثير في تلك الانتخابات التي تحتل عقر دارنا، خاصة في حال فوز ترامب، وذلك في ظل الاعتبارات التالية:
1- ترامب هو هاريس في قصة الدعم المطلق لإسرائيل والمشروع الصهيوني والتعهد بضمان أمن إسرائيل وتقديم ما تحتاج إليه لضمان تحقيق هذا الأمن،
لكن الأول يمارس هذا الدور بصلف وغشم، ولا توجد لديه خطوط حمراء، ولذا في حال فوزه سيدفع بقوة في ملفات التطبيع مع إسرائيل ومشروع القرن ونقل الدول سفاراتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
2- فوز ترامب ستكون له انعكاسات شديدة على المنطقة العربية، فالرجل يهتم أولا بالملف الاقتصادي،
ولذا يجيد سياسة الحلب المالي والابتزاز الاستثماري عبر الدفع بإبرام صفقات بمليارات الدولارات كما جرى في فترته الأولى 2017-2021.
3- قدوم ترامب سيعيد القلاقل لمنطقة الخليج في ظل موقفه المتشدد من إيران وبرنامجها النووي
وتفضيله التعامل الخشن مع النظام في طهران، وهذا يرفع منسوب القلاقل الجيوسياسية في المنطقة.
4- فوز ترامب سيعيد القلاقل للتجارة الدولية أيضا وربما التضخم والغلاء بسبب تفضيله السياسة الحمائية وفرض الرسوم الجمركية العالية،
وهذا أمر غير سار للعرب الذين يستوردون كل شيء من الخارج ومنها صادرات غذائية بقيمة 61 مليار دولار.
5- ترامب يفضل أسعار النفط المنخفضة، وهو ما يضيع مليارات الدولارات على المنتجين العرب.
6- ترامب لا يعنيه كثيرا ملفات مثل دعم الديموقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الناحية السياسية، وبالتالي لا يجب التعويل عليه في تلك الملفات.
في حال فوز كامالا هاريس في انتخابات الغد فإن الأمور قد تظل على حالها، خاصة وانها ستسير على خطى جو بايدن.