الأمة : أظهر فلم وثائقي يحتوي على توثيق مسرب لتحقيقات الشرطة الإسرائيلية، مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأفراد عائلته في عدة قضايا فساد، أن نتنياهو أجاب في عشرات الحالات على أسئلة المحققين بقول: “لا أعرف ولا أتذكر”.
وكان فيلم “ملفات بيبي” الذي تبلغ مدته ساعتين، عرض الليلة الماضية في تورنتو بكندا، والذي يتضمن مقتطفات مصورة ومسجلة من تحقيقات الشرطة مع نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير وآخرين كجزء من قضايا الفساد التي استهدفت نتنياهو والتي أدت إلى المحاكمة الجارية.
ورغم أن الفيلم لا يمكن بثه قانونيا في دولة الاحتلال، لأنه يتضمن لقطات استجواب مسربة، فإن المنتجين ــ ومنهم أليكسيس بلوم وأليكس جيبني والصحفي الإسرائيلي رافيف دراكر ــ أعربوا عن أملهم في أن يصل الفيلم إلى دولة الاحتلال عبر طرق أخرى.
وبحسب التقارير التي رافقت العرض، فإن الفيلم يظهر عشرات الحالات التي أجاب فيها نتنياهو بـ “لا أعرف” أو “لا أتذكر”، وهو ما وصفته صحيفة هآرتس بأنه يجعل هذه الكلمات غير قابلة للتصديق إلى حد مضحك.
ويقول التقرير إنه في إحدى الحالات، سئل نتنياهو عن عدد زجاجات الشمبانيا التي أعطاها الملياردير أرنون ميلتشين لزوجته في كل مرة، فأجاب بأنه لا يتعامل مع عد الزجاجات وأن الأرقام التي يعرفها هي أرقام الرؤوس الحربية التي يمتلكها أعداء إسرائيل.
وفي مقطع آخر، عندما قدم نتنياهو ادعاءات مستشاره السابق نير هيفيتز والمساهم المسيطر في شركة “بيزك” شاؤول إلوفيتش ضده، بدا غاضبا وصاح “كاذبون! كاذبون!”.
وتظهر سارة ويائير نتنياهو، كل على حدة، وهما يواجهان المحققين. ويتهمهم يائير بالمشاركة في مؤامرة للإطاحة بوالده والانضمام إلى “اليسار المتطرف”، في حين تظهر سارة وهي تخبر الضباط بأنهم يغذونهم بالأكاذيب وتهددهم بالنهوض والمغادرة إذا استمر ذلك، قائلة: “ماذا ستفعلون؟ أوقفوني بالقوة؟”.
وبحسب ما ورد، فإن الفيلم مبني على تسلسل زمني، حيث يبدأ بفوز نتنياهو في الانتخابات عام 2015 وينتهي في هذا الوقت. ويدور الفيلم بين مقتطفات الاستجواب، إلى جانب تعليقات من مسؤولين بما في ذلك رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق عامي أيالون ورئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت.
وذكرت صحيفة”هآرتس” العبرية أن العروض انتهت دون انقطاع، على الرغم من تواجد العشرات من المتظاهرين المناهضين لنتنياهو عند مدخل القاعة التي عرض فيها الفلم.
ويواجه نتنياهو اتهامات بتلقي رشاوى والاحتيال وخيانة الثقة، في ثلاث قضايا منفصلة رفعت في عام 2019.
ومن المتوقع أن تستغرق الإجراءات سنوات حتى تنتهي، خاصة في ظل التأخير بعد تعليق المحاكمة الأولى إلى جانب جميع القضايا غير العاجلة الأخرى بسبب أحداث 7 أكتوبر والحرب التي تلت ذلك في غزة.
وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات في القضايا المرفوعة ضده، ويدعي أن الاتهامات ملفقة وانها “اضطهاد سياسي” يستهدفه.