ممدوح إسماعيل يكتب: أبوبكر الصديق يعلمنا.. كيف نكون مسلمين؟
أتوقف مع حدث اهتزت له مكة من أزيد من 14قرنا من الزمان فطاشت عقولهم
عندما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه في الليلة أسرى به الى بيت المقدس
ولو عاش كثير من الذين يفتعلون المخارج والتلفيق كي لا يمتثلوا للقرآن والسنة بوضوح في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لكان موقفهم مثل موقف مشركي مكة
لكن أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلمنا كيف نكون مسلمين
أخرج الحاكم في مستدركه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (جاء المشركون إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس!)
وهذا في حد ذاته عجيب جداً!
فالمسافة بين مكة والقدس حوالي (1486) كم ذهاباً فقط،
فكيف يذهب ويعود في جزء من الليل وفي هذا الزمن؟
لكن نتوقف مع الايمان الحقيقي في رد فعل الصديق
قال: (أوقال ذلك؟ -أي: هل قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ – قالوا: نعم، قال: لقد صدق)
بكل سهولة أعلن أبو بكر التصديق
دون أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستوثق منه،
ويقول أبو بكر رضى الله عنه للمشركين:
(إني لأصدقه بأبعد من ذلك؟ بخبر السماء غدوة وروحة)
يعني: أصدقه أنه ينزل عليه ملك من السماء ثم يعود في طرفة عين،
تأمل منطق الايمان الرائع
ثم انظر حولك في واقعنا في حياة المسلمين الآن
تجد فريق من المسلمين حتى يهرب من الامتثال والعمل للنص يبتدع فقه للمقاصد خارج النص
وفريق يهوى الى أن المصلحة والمفسدة وتطبيق النص سيؤدى بنا إلى ضرر وأن الواقع فيه وفيه
وفريق يقول هذا كان زمان ونحن اليوم في عصر حديث لابد من التوافق مع العصر
وهكذا لا تتوقف التبريرات عن عدم الامتثال والتصديق
ولكن الصديق رضى الله عنه يعلمنا التصديق الإيماني بالكتاب والسنة والعمل بهما بدون لجلجة أو اختراع مبررات فقهية
هل كان يمكن للصديق أن يقول سأذهب للرسول أتأكد هل قال ذلك أم لا
أو سأسأله كي أفهم مقصده
أو المصلحة من الإسراء
لم يقل ذلك أبدا
بكل بساطة
قال (لقد صدق) صلى الله عليه وسلم
فهل نتعلم من أبى بكر الصديق تلك الصديقية الايمانية ونثبت ونعمل بما أمر الله بدون بدع أو وهن أو تأخر أو نقول آمنا وسمعنا وأطعنا
يقال: إنه لأجل هذه الحادثة سمي أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه بـ الصديق.
رضى الله عن عبد الله بن قحافة، أبو بكر الصديق، وجمعنا به في الفردوس الأعلى