ممدوح إسماعيل يكتب: العلمانية الهادئة أخطر
العلمانية تحكم العالم كله الآن على درجات وألوان مختلفة بحسب طبيعة كل دولة
وقد نجحت العلمانية بحرب استمرت قرنين من الزمان توجت فيها بإنهاء العقيدة الإسلامية تماماً من حكم بلاد المسلمين وسياستهم وثقافتهم
(إلا أفغانستان الآن لذلك العالم كله يحاصرها على تفصيل ليس موضوع المقال)
وتعريف العلمانية فصل الدين عن الدولة اختصار للحقيقة
فالعلمانية تعنى تنحية لا إله إلا الله من الحكم والحياة
فلا حاكمية لله
ولا ولاء وبراء
ولا جهاد للكافرين وولاء للمسلمين
والموضوع ليس فصل للدين عن الدولة فقط بشعائر وعبادات واخلاق يحكمها العلمانية وليس الإسلامية
إنما نحن أمام فصل وتقطيع وتجزئة للدين ذاته
يعنى دين جديد علماني أصوله كنسبة وشعائره إسلامية
والإيمان بهذا الدين هو جواز المرور للحكم والنخبوية والمال في بلاد المسلمين
لكن يظهر واضحاً الخلاف بين اسلوبين للعلمانية
وهما العلمانية الهادئة والعلمانية العنيفة
والدول العربية تجمع بين الأسلوبين العلمانية الهادئة والعنيفة على تفصيل
والعلمانية العنيفة مستفزة ومتربصة ومنفرة وهي تجيش العاطفة الاسلامية ضدها
أما العلمانية الهادئة فهي أخطر من العلمانية العنيفة
لأن الهادئة استطاعت استقطاب كثير من المسلمين المهزومين ليكونوا عوناً لها بل ومؤمنين بها بجهل او بقناعة الهزيمة
لكن أخطر ما حصدته العلمانية الهادئة هو تناغم بعض الإسلاميين معها
فريق منهم شطح في التناغم حتى وصل إلى اسلمة العلمانية الهادئة والطاعة المطلقة للحاكم بها وفلسفة ذلك بالدين
وفريق آخر تناغم معها تحت زعم أنها متنفس لهم فى ظل سيطرة القهر والمشكلة ليست فى المتنفس
فالكل مقهور ويبحث عن متنفس
لكن المشكلة أنهم تحت اغراء العلمانية الهادئة يتغاضون عن عقيدتهم تماماً ويمدحون العلمانية الهادئة
الفريقان هما أخطر نتاج نجاح للعلمانية الهادئة في الترويج لها وهدم ثوابت عقيدة الإسلام
وهما أداة حرب فكرية وسياسية بل وامنية ضد دعاة الثوابت الإسلامية
وأخيراً: الحرب على الإسلام من اعدائه المعروفين سهلة التعريف، لكن الصعب الآن هو التعريف بحرب من يلبسون ملابس المسلمين وهم علمانيين