رغم الحصار المطبق على قطاع غزة منذ يوم 7 أكتوبر الماضي وإلحاق الدمار بمنازل المدنيين في غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية تحقق انتصارات متتالية على جيش الاحتلال الصهيوني بدأت بنجاح طوفان الأقصى مرورا بإخفاء الرهائن وفرض سيطرتها على القطاع في ظل حرب تخطت 8 أشهر.
“الأمة” ترصد في التقرير التالي إخفاقات حكومة الاحتلال الصهيوني في حرب غزة وفشل مجلس الحرب المشكل خصيصا للقضاء على حركة حماس في السيطرة على قطاع غزة حتى تفكيكه بعد استقالة غانتس وآيزنكوت.
مجلس الحرب
شكل رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو مجلس الحرب يوم 11 أكتوبر الماضي بعد أيام من نجاح عملية طوفان الأقصى في ضرب العمق الإسرائيلي واختطاف عدد من الأسرى يقدر بالمئات وهز عرش الكيان الصهيوني.
النشأة والأهداف
وفقا للتقارير العبرية فإن الهدف من إنشاء مجلس الحرب المصغر من قبل نتنياهو، كان سرعة اتخاذ القرارات الأمنية بهدف القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن المحتجزة لديها.
أيضا التعامل بشكل تكتيكي سريع مع مجريات الأحداث في قطاع غزة، بعد أن هزت عملية طوفان الأقصى الشعب الإسرائيلي وازدياد المخاوف لدى قطاع عريض من السكان وتهدئة الشارع الإسرائيلي.
مأزق جديد لنتنياهو
يعتبر تفكيك مجلس الحرب الإسرائيلي بعد استقالة بيني غانتس الوزير السابق وعضو الكنيست، وغادي آيزنكوت، مأزق جديد لنتنياهو خاصة وأنه فقد الشرعية كما فقد قدرته على المناورات السياسية ضد خصومه الداعين لحل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن حل مجلس الحرب سيفاقم التوترات بين نتنياهو وحلفاءه الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي طالما دعت نتنياهو لإبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة وإجراء تعديلات وزارية على حكومته لتهدئة الشارع الإسرائيلي.
لمن ستؤول اختصاصاته؟
وفقا لصحيفة “هآرتس” العبرية فإن اختصاصات مجلس الحرب ستؤول مناقشتها إلى مجلس الوزراء الأمني لكن القرارات الحساسة ستتم معالجتها في نطاق أضيق.
حرب الجبهتين
ونتنياهو الذي وضع نفسه في مأزق كبير لتعنته ضد كل الأصوات التي تدعو للسلام أصبح يحارب في جبهتين لا يمكن أن يفوز في إحداهما.
أول هذه الجبهتين هي الحرب ضد حركة حماس الذي تملك كل أدوات الحرب رغم المعوقات والحصار المطبق على القطاع منذ ثمانية أشهر، ونجاح ذراعها المسلح (كتائب القسام) في شن هجمات مباغتة ضد جنود الاحتلال وتكبيدهم خسائر في الأرواح والعتاد.
وثاني هذه الجبهات هي الشارع الإسرائيلي المتمثل في عائلات الأسرى والذين يمارسون الضغط على حكومة الاحتلال للموافقة على اتفاق بايدن الخاص بتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، وهو ما يرفضه نتنياهو الذي وعد مرارا بالقضاء على حركة حماس ويخشى من العقاب.
وهم الانتصار
المحلل في صحيفة الغارديان البريطانية بيتر مومنت، يرى أنه رغم مرور 9 أشهر من الصراع المحتدم في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الصهيوني وحركة حماس، فشل نتنياهو في تحقيق الانتصار المزعوم، رغم استخدام كل الإمكانيات العسكرية وما ترتب على ذلك من عواقب مدمرة على المدنيين في غزة.
وأضاف أن بمرور الوقت ونجاح المقاومة في الاحتفاظ بالرهائن تبين أن الانتصار المزعوم لنتنياهو “مُجرد وهم” متوقعا أن يستمر الصراع بين جيش الاحتلال وحركة حماس لفترة أطول وأجل غير معلوم.
اقتناص حماس للفرص
اللافت للنظر أيضا أنه رغم خسائر حركة حماس في تلك الحرب إلا أنها أثبتت قدرتها في إزهاق أرواح المئات من عناصر جيش الاحتلال الصهيوني عبر اقتناص الفرص وإعداد الأكمنة واستهداف جنود الاحتلال باستخدام تكتيكات غير متوقعة كبدت العدو خسائر مهولة في العتاد.
ولا يخفى على أحد الأضرار النفسية التي سببتها حماس لجنود الاحتلال جعلت بعضهم يهرب من التجنيد الإجبارس والآخر يُقدم على الانتحار خشية القتال في صفوف جيش الاحتلال ومواجهة رجال المقاومة.
أيضا أثبتت حماس قدرتها على إدارة الحرب رغم ضعف الإمكانات مقابل التمويلات المهولة والأسلحة التي تلقتها تل أبيب من أمريكا والدول الغربية، وهذا هو الفارق بين من يقاتل على ارضه وبين حاضنته ومن يرد عليها من المحتلين